شهدت أسعار الذهب في مصر، اليوم، قفزة قوية بنحو 70 جنيهًا للجرام الواحد، في موجة صعود جديدة تعكس التوترات العالمية والتقلبات الحادة في الأسواق الدولية.
ووفقًا لمنصة «آي صاغة»، فقد سجل جرام الذهب عيار 21، الأكثر تداولًا في السوق المحلي، نحو 5720 جنيهًا، بينما ارتفع سعر الأوقية عالميًا بنحو 40 دولارًا ليصل إلى 4240 دولارًا، في زيادة هي الأكبر منذ أكثر من شهر.
أسعار الذهب اليوم
عيار 24: 6537 جنيهًا للجرام
عيار 21: 5720 جنيهًا للجرام
عيار 18: 4903 جنيهات للجرام
عيار 14: 3814 جنيهًا للجرام
الجنيه الذهب: 45,760 جنيهًا
وأشار خبراء الذهب إلى أن هذه القفزة لم تأتِ من فراغ، بل تعكس تفاعل السوق المحلي مع مزيج من العوامل الدولية والمحلية التي تدفع المستثمرين نحو المعدن الأصفر باعتباره الملاذ الآمن في أوقات القلق الاقتصادي.
أسباب الارتفاع عالميًا
عالميًا، ارتفع سعر الأوقية بعد صدور بيانات أمريكية أظهرت تباطؤًا في التضخم السنوي وارتفاع توقعات خفض الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال الربع الأول من عام 2026، وهو ما خفف الضغط عن الذهب ودفع المستثمرين إلى العودة إليه كأصل استثماري آمن.
كما أدت التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط إلى زيادة الطلب على الذهب كتحوط ضد المخاطر، في ظل تراجع مؤشرات الأسهم العالمية وتذبذب أسعار النفط.
يقول إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب باتحاد الصناعات، إن “الذهب أصبح الآن في مرحلة إعادة تقييم عالمية، خصوصًا بعد أن تجاوزت الأوقية مستوى 4200 دولار، وهو ما يؤكد أن المستثمرين يهربون من الأصول عالية المخاطر إلى الأصول الآمنة”.
العوامل المحلية وراء صعود الأسعار في مصر
محليًا، تأثرت أسعار الذهب بتراجع المعروض داخل السوق نتيجة قلة عمليات الاستيراد، إلى جانب زيادة الإقبال على الشراء من المواطنين كمخزن للقيمة في ظل توقعات بارتفاع الدولار مقابل الجنيه.
كما لعبت تكاليف النقل والضرائب والرسوم الجمركية دورًا في دفع الأسعار المحلية إلى مستويات غير مسبوقة، ما جعل الفجوة بين السعر العالمي والمحلي تتسع لتصل إلى أكثر من 2000 جنيه في بعض الأعيرة.
وأكد هاني ميلاد، رئيس الشعبة العامة للذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن “الزيادة الأخيرة تعود جزئيًا إلى المضاربات في السوق الموازي للدولار، بجانب ارتفاع الطلب على السبائك والجنيهات الذهبية كوسيلة للتحوط من التضخم”.
يرى محللون أن استمرار التوترات في الشرق الأوسط، مع تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، سيُبقي الذهب عند مستويات مرتفعة خلال الأسابيع المقبلة، وربما يشهد مزيدًا من الصعود إذا واصل الدولار الأمريكي تراجعه.
ويتوقع الخبراء أن عيار 21 قد يتجاوز مستوى 5800 جنيه في حال استمرت الأوقية العالمية فوق حاجز 4200 دولار، خاصة مع اقتراب موسم الزفاف وزيادة الطلب المحلي.
نصائح للمستثمرين
من ناحية أخرى، ينصح خبراء الاستثمار بعدم الانسياق وراء الشراء العشوائي في هذه المرحلة، حيث قد تشهد الأسعار موجات تصحيح مؤقتة بعد الارتفاعات القوية الأخيرة، خصوصًا إذا صدرت بيانات اقتصادية أمريكية قوية تعزز من موقف الفيدرالي في الإبقاء على الفائدة المرتفعة لفترة أطول.
الذهب عاد إلى دائرة الضوء من جديد كأحد أبرز أدوات التحوط في مواجهة التقلبات الاقتصادية، ومع كل ارتفاع في الأوقية عالميًا ينعكس ذلك مباشرة على السوق المحلي الذي يعيش حالة من الترقب والحذر.
ومع استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق الدولية، يبدو أن المعدن الأصفر سيظل اللاعب الأبرز في المشهد الاقتصادي خلال الفترة المقبلة، سواء للمستثمرين الكبار أو المواطنين الباحثين عن الأمان في أوقات الأزمات.