الإثنين, 24 مارس, 2025
رئيس مجلس الإدارة
د. إسلام جمال الدين


المشرف العام
محمد عبدالرحمن
رئيس مجلس الإدارة
د. إسلام جمال الدين


المشرف العام
محمد عبدالرحمن

البنك المركزي وسعر الفائدة: قرارات حاسمة وتأثيرات شاملة على الاقتصاد المصري

غــــادة طــلعـــت خبيرة الاقتصاد وأسواق المال

يعد البنك المركزي المصري الجهة المسؤولة عن تحديد سعر الفائدة الأساسي، وهو أحد أهم الأدوات التي تتحكم في النشاط الاقتصادي فالقرارات المتعلقة بشأن سعر الفائدة تؤثر على مختلف القطاعات بدايةً من القروض العقارية وصولًا إلى الاستثمار في الشركات والأسواق المالية، ومع اقتراب موعد اجتماع البنك المركزي في أبريل 2025، تتزايد التوقعات بِشأن الاتجاه الذي قد يتخذه بشأن تحديد سعر الفائدة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي تتطلب اتخاذ قرارات حاسمة تحقق التوازن بين استقرار الأسعار وتحفيز النمو.

التوقعات لاجتماع البنك المركزي في أبريل 2025

يواجه البنك المركزي مجموعة من التحديات الاقتصادية يتعين عليه التعامل معها بدءًا من أزمة النقد الأجنبي وصولاً إلى تحقيق توازن بين مكافحة التضخم وتحفيز النمو، وفي هذا السياق يعتمد قراره في تحديد سعر الفائدة القادم على عدة عوامل منها:

* نجاح إجراءات الحكومة والبنك المركزي في إدارة أزمة النقد الأجنبي.
* تقييم تأثير قرارات رفع الفائدة السابقة.
* استقرار الأسواق المالية وسعر الصرف.
* الحاجة إلى خفض تكلفة الاقتراض دون التسبب في ضغوط تضخمية إضافية.

السيناريو الأقرب: الاتجاه نحو خفض سعر الفائدة

تشير معظم المؤشرات الحالية إلى أن البنك المركزي قد يتجه نحو خفض سعر الفائدة خلال اجتماعه المقبل، وذلك نتيجة لعدد من الأسباب فقد شهدت معدلات التضخم انخفاضًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة حيث تراجع معدل التضخم السنوي لشهر فبراير 2025 إلى 12.5%، في حين سجل معدل التغير الشهري في الرقم القياسي لأسعار المستهلكين 1.6% في فبراير 2025 مقارنة ب 13.2% في فبراير 2024، و1.7% في يناير 2025، أما على أساس سنوي فقد انخفض معدل التضخم الأساسي إلى 10.0% في فبراير 2025 بعد أن كان عند مستوى 22.6% في يناير 2025، ويمنح هذا التراجع البنك المركزي مساحة أكبر لاتخاذ قرار خفض الفائدة دون المخاطرة بعودة الضغوط التضخمية.
ولقد ارتفع احتياطي النقد الأجنبي لمصر إلى 47.265 مليار دولار خلال شهر يناير 2025، كما سجل فائض صافي الأصول الأجنبية للبنك المركزي المصري 12.08 مليار دولار بنهاية فبراير 2025، وتشير هذه التطورات إلى أن السياسة النقدية قد لا تحتاج إلى الإبقاء على مستويات الفائدة المرتفعة لفترة أطول، مما يعزز من احتمالية اللجوء إلى خفض الفائدة في الاجتماع القادم.

فضلًا عن ذلك فإن خفض سعر الفائدة يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في تحسين بيئة الاستثمار حيث يؤدي إلى خفض تكلفة الاقتراض، مما يشجع الشركات على التوسع والاستثمار في مختلف القطاعات الاقتصادية، وتحفيز النشاط الاستثماري من شأنه أن يعزز النمو الاقتصادي، ويدعم قطاع الأعمال، ويدفع عجلة التنمية بشكل أسرع.

تأثير خفض الفائدة على الاقتصاد المصري

إذا قرر البنك المركزي خفض سعر الفائدة في اجتماعه المقبل، فمن المتوقع أن ينعكس هذا القرار على عدد من الجوانب داخل الاقتصاد وهي كالآتي:

* زيادة الإقراض وتحفيز الاستثمار، مما يعزز النمو الاقتصادي ويدعم قطاع الأعمال.
* انخفاض العائد على أدوات الدين، مما قد يؤدي إلى خروج بعض الاستثمارات الأجنبية الباحثة عن عوائد مرتفعة.
* تخفيف الضغوط على الموازنة العامة، حيث تنخفض تكلفة الاقتراض الحكومي، مما يخفف من أعباء الديون.

قرار حاسم وتأثيرات بعيدة المدى

إن القرار المرتقب للبنك المركزي المصري بشأن تحديد سعر الفائدة في أبريل 2025 سيكون له دور كبير في تحديد مسار الاقتصاد المصري خلال الفترة المقبلة، وبينما تشير التوقعات إلى احتمالية خفض الفائدة لدعم النمو الاقتصادي وتحفيز الاستثمار لكنه سيظل التحدي الأكبر أمام صانع القرار وهو تحقيق التوازن بين تعزيز النشاط الاقتصادي من جهة، والحفاظ على استقرار الأسعار من جهة أخرى.

غــــادة طــلعـــت
خبيرة الاقتصاد وأسواق المال

مقالات ذات صلة

الاكثر قراءة