يستثمر الملياردير المصري نجيب ساويرس، رئيس شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة، نحو 1.5 مليار دولار في قطاع البحث والتنقيب عن الذهب، وهو ما يعادل 50% من إجمالي ثروته البالغة نحو 3.8 مليار دولار، وفقا لتقديرات فوربس.
ويمتلك نجيب ساويرس 9 رخص للتنقيب عن الذهب في مصر، حيث تُعد هذه المناطق غنية بالذهب، إلى جانب رخصة أخرى للتنقيب في أوزبكستان، كما يترقب انتهاء الحرب في السودان لبدء العمل هناك.
لم يكن حديث ساويرس عن الاستثمار في الذهب مفاجئًا لمجتمع المال والأعمال، فهو أحد أكبر المستثمرين في هذا القطاع عالميًا، ففي مايو 2018، أعلن عن تحويل نصف ثروته، التي بلغت حينها 5.7 مليار دولار، إلى الاستثمار في الذهب، بعد سنوات طويلة من العمل في قطاع الاتصالات في مصر والشرق الأوسط، ويؤكد هذا التحول قناعته بأهمية الذهب كملاذ استثماري آمن، لا سيما في أوقات الأزمات.
بدأ اهتمام نجيب ساويرس بالاستثمار في الذهب مع بداية عام 2012، عندما قرر الاستحواذ على شركة “لا مانشا ريسورسز” الكندية، وبين عامي 2012 و2014، كانت الشركة تدير 3 من أهم مناجم المعدن الأصفر في أستراليا، وكوت ديفوار، والسودان، من بينهم منجم تابع لشركة مناجم إيتي، حيث تمكنت “لا مانشا” من مضاعفة إنتاجه وخفض تكاليف التشغيل من 1100 دولار إلى 700 دولار للأوقية، وفقًا لموقع الشركة الإلكتروني.
بعد عام من دخول “لا مانشا” السوق الإيفوارية، وجد نجيب ساويرس، بصفته رئيس الشركة والمساهم الرئيسي في “مناجم إيتي”، نفسه شريكًا لنجم كرة القدم الإيفواري ديدييه دروجبا، الذي اشترى في يناير 2014 نحو 5% من أسهم الشركة، لكن لم تستمر الشراكة طويلًا، حيث قرر ساويرس التخارج من “مناجم إيتي” وبيع أسهمه لصالح شركة “إنديفور” الكندية، وفقًا لما نشرته “فرانس 24”.
التوسع في غرب أفريقيا
واصل ساويرس استثماراته في الذهب، فاستحوذ في عام 2015 على 18% من أسهم “إنديفور للتعدين”، إحدى أكبر شركات إنتاج الذهب عالميًا، والتي تمتلك 17 مشروعًا لإنتاج واستكشاف الذهب في السنغال، وكوت ديفوار، وبوركينا فاسو، والنيجر، ومالي، وغينيا، بالإضافة إلى 6 مشروعات تعدين في بوركينا فاسو و5 مشروعات في كوت ديفوار.
في سوق الأسهم العالمية، يحظى وارن بافيت، تاسع أغنى رجل في العالم بثروة 150 مليار دولار، بتأثير كبير، وعندما قرر في عام 2020 التخارج بسرعة من شركة “باريك جولد” واحدة من أكبر شركات إنتاج الذهب في العالم، أكد قناعته بأن الاستثمار في شركات إنتاج الذهب غير مجدٍ.
على الجانب الآخر، واصل ساويرس رهانه على الذهب، محولًا نصف ثروته إلى الاستثمار فيه منذ عام 2012، ومؤكدًا إيمانه بأن المستقبل للمعدن الأصفر.
لم تتوقف استثمارات ساويرس عند امتلاك الحصص في شركات التعدين الكبرى، بل أسس في يوليو 2021 صندوقًا استثماريًا بقيمة 1.4 مليار دولار تحت مظلة “لا مانشا”، يضم جميع أصول تعدين الذهب التابعة للشركة، مع العمل على جذب استثمارات جديدة. ويهدف الصندوق إلى شراء حصص في شركات التعدين الصغيرة ذات الإمكانات الجيولوجية القوية، بالإضافة إلى توسيع نطاق استثماراته ليشمل المعادن المستخدمة في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية.
بدأت الشركة تنفيذ استراتيجيتها التوسعية عقب إطلاق الصندوق، حيث استحوذت خلال عامي 2021 و2022 على 4 شركات تعدين كبرى، أبرزها استحواذ “لا مانشا” على شركة Horizonte Minerals بنسبة 32.18% من أسهمها، وهي شركة مدرجة في بورصتي لندن وتورونتو، وتعمل على تطوير مشروعين لإنتاج النيكل في ولاية بارا البرازيلية.
الاستحواذ على على 24% من شركة SRG الكندية المتخصصة في تطوير مشروعين لإنتاج معدن الجرافيت في غينيا باحتياطي يبلغ 46 مليون طن المدرجة بالبورصة الكندية، بالإضافة إلى مشروع لإنتاج النيكل والكوبالت، مستهدفةً الأسواق الأوروبية بمواد تدخل في تصنيع بطاريات الليثيوم للسيارات الكهربائية.
كما اشترت “لا مانشا” 20% من أسهم شركة جي مايننج المدرجة في بورصة تورونتو، والتي تنشط في استكشاف الذهب بالبرازيل وكندا.
في يناير 2021، دخل ساويرس قائمة أكبر 10 منتجين للذهب عالميًا، بعدما استحوذت شركة “إنديفور” على “تيرانجا جولد كورب” مقابل 1.9 مليار دولار.
وخلال الأشهر التسعة الأولى من 2023، أنتجت “إنديفور” نحو 792 ألف أوقية من الذهب، مع توقعات بتجاوز مليون أوقية بنهاية العام.
في 2022، استحوذت “لا مانشا” على 33.69% من أسهم شركة “إليمنتال ألتوس رويالتيز” الكندية، التي تدير 65 مشروعًا للتعدين في 15 دولة، منها 40 مشروعًا لإنتاج واستكشاف الذهب، بينما تشمل بقية المشروعات مناجم لليورانيوم، والبوكسيت، والقصدير، والفضة، والزنك، والنحاس.
ومن بين هذه المشروعات، تمتلك شركة Akh Gold المملوكة لساويرس امتيازات لاستكشاف الذهب في مصر.
رغم تركيز ساويرس على الاستثمار في الذهب عالميًا، إلا أن تعديل قانون التعدين الثروة المعدنية المصري في 2019 دفعه للبحث عن فرص محلية. حاول الاستحواذ على 51% من شركة شلاتين للثروة المعدنية، التي تتوزع ملكيتها بين الهيئة العامة للثروة المعدنية (35%)، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية (34%)، وبنك الاستثمار القومي (24%)، والشركة المصرية للثروات (7%)، إلا أن المفاوضات توقفت في نهاية 2020.
كما قدم ساويرس، عبر شركته “إنديفور”، التي يساهم فيها نجيب ساويرس بـ 18%عرضًا للاستحواذ على “سنتامين”، المشغلة لمنجم السكري أكبر منجم في مصر وأفريقيا وضمن أكبر 10 مناجم في العالم، لكنه انسحب من الصفقة في 2021.
ويُعد منجم السكري من أبرز المناجم المصرية، حيث أنتج 5.2 مليون أوقية من الذهب حتى فبراير 2023، محققًا إيرادات بلغت 7.5 مليار دولار.
إنتاج 2 مليون أوقية ذهب من خلال شركة إن 2 ميتالز
ومن خلال شركة إن 2 ميتالز، In2Metals Explorer، المملوكة بالكامل لعائلة ساويرس، فإن نجيب ساويرس يستهدف لإنتاج واستخراج 62 طناً من الذهب أو ما يعادل 2 مليون مليوني أوقية من الذهب.
ووفقا لموقع العربية فإن هذه الكمية تعادل احتياطي الذهب لـ 4 دول عربية، سوريا 28.8 طن، والمغرب 22.1 طناً، وتونس 6.8 أطن، والبحرين 4.6 أطن.
بعد التعديلات التشريعية، قرر ساويرس دخول قطاع التنقيب عن الذهب في مصر عبر المزايدات الحكومية. ومن خلال شركته Akh Gold، حصل في 2020 على ستة عقود للتنقيب في 11 منطقة امتياز بالصحراء الشرقية، تمتد على مساحة 1,914 كيلومترًا مربعًا، وتشمل مشروع وادي دبور.
أما الشراكة المهمة بالنسبة إلى شركة ساويرس في عام 2022، فكانت بالاستحواذ على 33.69% من أسهم شركة “إليمنتال ألتوس رويالتيز” الكندية، التي تعمل في 15 دولة بنحو 65 مشروعًا للتعدين، من بينها 40 مشروعًا لإنتاج واستكشاف الذهب، ويتنوع الباقي بين مناجم اليورانيوم والبوكسيت والقصدير والفضة والزنك والنحاس.
بهذه الاستثمارات المتنوعة، يعزز ساويرس مكانته كأحد أبرز المستثمرين في الذهب عالميًا، محققًا توازنًا بين استثماراته الدولية والفرص الواعدة في مصر.
يعد مشروع وادي دبور أحد مناطق الامتياز التي تعمل بها شركة نجيب ساويرس، ويقع في الصحراء الشرقية بمساحة 175 كيلومترًا مربعًا، ويبعد المشروع بنحو 35 كيلومترًا عن منجم السكري، و5 كيلومترات عن منجم عتود التاريخي. ووفقًا لبيانات الشركة، تشير نتائج العينات إلى أن المنطقة غنية بالذهب، حيث أظهرت العينات وجود الذهب بتركيز:
0.98 جم/طن على امتداد 79.2 مترًا.
6.80 جم/طن على امتداد 18.0 مترًا.
3.70 جم/طن على امتداد 10.0 مترًا.
ووفقًا للموقع الإلكتروني للشركة، يضم وادي دبور أكثر من 100 موقع حديث لاستخراج الذهب من الصخور الصلبة، مع احتمالية لوجود عروق حاملة للذهب تمتد حتى 240 مترًا.
كما تحتوي المنطقة على عدة أهداف استكشافية تمتد باتجاه الشمال الشرقي/الجنوب الغربي، بالإضافة إلى وجود تكوين جرانيت كبير متأخر التكون في الشمال الشرقي، وحزام صخري مكون من الأوفيولايت والشِست، مع اختراقات من الجابرو والديوريت في الجنوب.
يتكون مشروع وادي جندي من 4 مناطق امتياز تمتد على مساحة 696 كيلومترًا مربعًا، وفقًا للموقع الإلكتروني للشركة، وتشير نتائج فحص عينات الصخور إلى تواجد الذهب بنسب ضخمة تصل إلى 58.3 جم/طن داخل الجرانيت.
وتضم المنطقة منجم ذهب تاريخي موثق من قبل هيئة الثروة المعدنية المصرية (EMRA)، بالإضافة إلى 28 موقعًا حديثًا لاستخراج الذهب من الصخور الصلبة.
يقع مشروع جبل الشلول في الصحراء الشرقية، ويضم منطقتي امتياز بمساحة 348 كيلومترًا مربعًا، ووفقًا للموقع الإلكتروني للشركة، فإن جبل الشلول يقع في منطقة تعدين ذهب تاريخية تحتوي على صخور الجرانيت الحاملة للذهب، حيث أظهرت نتائج عينات الصخور تواجد الذهب بنسب تتراوح بين 6.2 جم/طن و14.7 جم/طن.
يتألف المشروع من ثلاث مناطق رئيسية، هى أبو معوض: منطقة تعدين تمتد لمسافة 13 كيلومترًا، بوكاري، تلة جاد الله.
ويتميز المشروع بوقوعه داخل المنطقة البكرية التاريخية لتعدين الذهب، مع تحديد 49 موقعًا لاستخراج الذهب من الصخور الصلبة حتى الآن. كما أن مواقع التعدين تقع داخل وحول اختراقات جرانيتية.
يضم مشروع أم عراضة منطقتي امتياز تغطيان مساحة 346 كيلومترًا مربعًا، حيث تم تحديد 24 موقعًا لاستخراج الذهب من الصخور الصلبة، وتشير الدراسات إلى احتمالية وجود عروق حاملة للذهب يصل طولها إلى 375 مترًا.
تبلغ مساحة منطقتي بئر أسل وجبل الميت حوالي 350 كيلومترًا مربعًا، ووفقًا للموقع الإلكتروني للشركة، تم تحديد أكثر من 11 موقعًا لاستخراج الذهب من الصخور الصلبة، بالإضافة إلى 6 مناطق من رواسب الذهب في الوديان ضمن نطاق منطقة بئر أسل.
أما منطقة امتياز جبل الميت، التي تبعد 50 كيلومترًا شمال غرب منجم السكري للذهب، فقد تم تحديد أكثر من ستة مواقع لاستخراج الذهب من الصخور الصلبة، إضافة إلى أربع مناطق من رواسب الذهب في الوديان.
تتميز المناجم التي استحوذت عليها شركة نجيب ساويرس بثرائها بالتكوينات الجيولوجية المعروفة بقدرتها على استضافة ترسبات ذهبية قابلة للتعدين، كما أن قرب هذه المناجم من منجم السكري، وهو أكبر منجم ذهب في مصر وأحد أكبر المناجم في العالم باحتياطي يفوق 14 مليون أوقية من الذهب، يعزز فرص تطوير عمليات استخراج تجارية ناجحة.
إنفينيتي الاقتصادية
ويمكنك متابعة موقع “إنفينيتي الاقتصادية” عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على أحدث التحديثات اليومية لأسعار العملات الأجنبية والعملات العربية مقابل الجنيه، بالإضافة إلى أسعار الذهب في مصر.
ويقدم موقع “إنفينيتي الاقتصادية” مجموعة واسعة من الخدمات تشمل: “أخبار اقتصادية، أخبار محلية، أخبار الشركات المصرية، تحليلات السوق المصرية، الأحداث الاقتصادية المهمة في مصر، أخبار اقتصادية من الدول العربية، تحليلات اقتصادية إقليمية، الأحداث الاقتصادية المهمة في العالم العربي”.
كما يقدم موقع “إنفينيتي الاقتصادية” الأحداث الاقتصادية المهمة على مستوى العالم، بالإضافة إلي خدمات توعوية، مقالات تحليلية، دراسات اقتصادية، إنفوجرافيك، فيديوهات، تحليلات أسواق المال، نصائح استثمارية، أدوات مالية”.