الأربعاء, 4 يونيو, 2025
رئيس مجلس الإدارة
د. إسلام جمال الدين


المشرف العام
محمد عبدالرحمن
رئيس مجلس الإدارة
د. إسلام جمال الدين


المشرف العام
محمد عبدالرحمن

الكربون الأزرق كأصل استراتيجي في الاقتصاد الأزرق والتأمين

أماني الماحي

الكربون الأزرق هو مصطلح يستخدم لوصف الكربون الذي يختزن في النظم البيئية الساحلية والبحرية، مثل:

أشجار المانغروف (Mangroves)

مروج الأعشاب البحرية (Seagrass meadows)

المستنقعات المالحة (Salt marshes)

 

تعرف هذه الأنظمة البيئية بقدرتها الكبيرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتخزينه في النباتات والتربة، بمعدلات تفوق بكثير الغابات الأرضية، ما يجعلها أدوات حيوية في مكافحة التغير المناخي.

 

أهمية الكربون الأزرق:

 

  1. التخفيف من تغير المناخ

تعمل هذه النظم البيئية كـ “مغاطس كربونية” فعّالة، حيث تخزن الكربون لفترات طويلة تصل إلى آلاف السنين.

 

  1. الحماية الساحلية

تساعد في حماية السواحل من التآكل والعواصف البحرية من خلال تخفيف قوة في ظل تصاعد وتيرة التغيرات المناخية وتفاقم المخاطر البيئية، باتت النظم البيئية الساحلية مثل المنجروف والمستنقعات المالحة ومروج الأعشاب البحرية تحتل موقعًا محوريًا في النقاشات البيئية والاقتصادية العالمية. إذ لم تعد تنظر إليها فقط كموائل طبيعية، بل كأصول اقتصادية ذات قدرة استثنائية على تخزين الكربون ومقاومة الكوارث، ومن هنا ينبثق مفهوم الكربون الأزرق.

 

الكربون الأزرق: أكثر من مجرد امتصاص للكربون

 

النظم البيئية للكربون الأزرق تتميز بقدرتها على امتصاص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتخزينه في التربة والنباتات لفترات طويلة، تمتد لآلاف السنين. ورغم أن هذه الأنظمة تحتل أقل من 3% من مساحة اليابسة، إلا أنها مسؤولة عن تخزين ما يصل إلى نصف الكربون الذي يُختزن في التربة الساحلية حول العالم. وتفوق قدرتها على التخزين تلك التي تملكها الغابات الاستوائية في بعض الأحيان، خاصة على المدى الطويل.

 

من منظور اقتصادي، فإن هذا الكربون المختزن يُعتبر أصلًا بيئيًا يمكن تسويقه من خلال أسواق الكربون الطوعية أو التنظيمية، ما يفتح الباب أمام فرص جديدة للتمويل المناخي والاستثمار البيئي.

 

الكربون الأزرق في قلب الاقتصاد الأزرق

 

الاقتصاد الأزرق يعرف على أنه الاستخدام المستدام للموارد البحرية لدعم النمو الاقتصادي وتحسين سبل العيش مع الحفاظ على صحة النظم البيئية. ويُعد الكربون الأزرق أحد المكونات الأساسية لهذا الاقتصاد الناشئ. فإضافة إلى دوره في التخفيف من آثار التغير المناخي، تُساهم النظم البيئية للكربون الأزرق في دعم قطاعات حيوية مثل:

 

مصائد الأسماك، عبر توفير مواطن طبيعية لصغار الأسماك والكائنات البحرية.

 

السياحة البيئية، من خلال حماية الشواطئ والمناطق الساحلية.

 

حماية البنية التحتية الساحلية من العواصف والفيضانات عبر تخفيف شدة الأمواج.

 

 

وبالتالي فإن تدهور هذه الأنظمة يؤدي إلى خسائر اقتصادية مباشرة وغير مباشرة، ويهدد استقرار سلاسل القيمة الساحلية.

 

التأمين: أداة لتعزيز مرونة الكربون الأزرق

 

هنا تتداخل أدوار التأمين بشكل مباشر وغير مباشر مع الكربون الأزرق، في ثلاثة مستويات رئيسية:

 

  1. التأمين ضد الكوارث الطبيعية وتأثيراتها على السواحل

 

تلعب النظم البيئية للكربون الأزرق دورًا في الحماية الطبيعية للسواحل. إذ تعمل كحواجز حية تمتص طاقة الأمواج وتقلل من تآكل الشواطئ. هذا الدور الوقائي يمكن ترجمته إلى قيمة تأمينية، حيث يمكن لشركات التأمين أن تُقيّم الأثر الوقائي لهذه النظم، وتُخفض من كلفة التأمين على الأصول الساحلية المحمية.

 

هذا ما بدأت بعض شركات التأمين الدولية بتبنيه، حيث يتم إدخال وجود أو غياب النظم البيئية الساحلية ضمن معايير تسعير وثائق التأمين ضد الفيضانات أو الأعاصير.

 

  1. التأمين كضامن لاستثمارات الكربون الأزرق

 

في ظل تنامي الاهتمام العالمي بأسواق الكربون، برزت مشاريع استعادة النظم البيئية للكربون الأزرق كفرص استثمارية بيئية. غير أن هذه المشاريع تواجه عدة مخاطر، مثل التغيرات المناخية المفاجئة، الكوارث الطبيعية، أو حتى التعدي البشري. ولضمان العائد من هذه المشاريع، تظهر الحاجة إلى منتجات تأمينية متخصصة تُغطي المخاطر البيئية، بما في ذلك:

 

فشل المشروع في تحقيق الكميات المستهدفة من خفض الكربون.

 

موت النباتات نتيجة العوامل المناخية.

 

تعرّض الموقع لتغيرات سياسية أو قانونية تؤثر على استمرارية المشروع.

 

وبذلك، يلعب التأمين دور الضامن الذي يطمئن المستثمرين ويحفز التمويل المناخي للمشاريع الزرقاء.

 

  1. التأمين كأداة تمويل مبتكرة

 

يمكن أن تشارك شركات التأمين نفسها، لا كمقدّمي خدمات تغطية فقط، بل كمستثمرين في مشاريع البنية التحتية الطبيعية. فقد بدأت شركات عالمية ضخمة في استكشاف ما يعرف بـ”التأمين القائم على الطبيعة”، حيث تُموّل مشاريع ترميم المنجروف مقابل تقليل تعويضاتها في حال وقوع كوارث ساحلية، باعتبار أن استعادة النظم البيئية تُقلل الخطر بشكل وقائي.

 

كذلك يمكن أن تساهم وثائق التأمين في ربط المجتمعات الساحلية بأسواق الكربون، من خلال توفير منتجات تحفز الحفاظ على البيئة مقابل منافع مالية أو حماية تأمينية.

 

التحديات

 

رغم الإمكانات الواعدة، لا يزال الربط بين الكربون الأزرق والتأمين يواجه مجموعة من التحديات:

 

صعوبة التقييم المالي للنظم البيئية الساحلية مقارنة بالبنية التحتية التقليدية.

 

نقص البيانات البيئية الدقيقة، ما يعقّد تسعير المخاطر وتقدير العوائد.

 

غياب أطر تنظيمية متكاملة لدمج خدمات الطبيعة في السياسات التأمينية.

 

ضعف التنسيق بين قطاعي البيئة والتأمين، حيث لا تزال أغلب شركات التأمين تعتمد على نماذج تقليدية لا تأخذ في الاعتبار الخدمات البيئية.

 

آفاق المستقبل

 

من أجل تفعيل هذا التكامل، يمكن التفكير في مجموعة من الإجراءات والسياسات، أبرزها:

 

تطوير أدوات لقياس القيمة الاقتصادية والوقائية للنظم البيئية الزرقاء.

 

إدراج معايير الكربون الأزرق ضمن أطر تقييم المخاطر لشركات التأمين.

 

تحفيز الشراكات بين شركات التأمين، والجهات البيئية، والمجتمعات المحلية.

 

إدخال الكربون الأزرق ضمن استراتيجيات إدارة المخاطر الوطنية.

 

استحداث آليات تمويل مبتكرة مثل السندات الزرقاء، والتأمين القائم على نتائج الأداء البيئي.

 

  1. التنوع البيولوجي

توفر موائل بحرية غنية للعديد من الكائنات البحرية.

 

  1. الأمن الغذائي والاقتصاد الأزرق

تدعم مصائد الأسماك والسياحة البيئية، ما يسهم في الاقتصاد المحلي للمجتمعات الساحلية.

 

التهديدات التي تواجه الكربون الأزرق:

 

التحضر الساحلي

 

التلوث البلاستيكي والنفطي

 

إزالة المانغروف ومروج الأعشاب البحرية

 

ارتفاع مستوى سطح البحر

 

 في السياسات الدولية:

 

بدأت مفاهيم الكربون الأزرق تدخل في آليات التمويل المناخي، مثل:

 

برامج REDD+ (خفض الانبعاثات الناتجة عن إزالة الغابات وتدهورها)

 

أسواق الكربون، حيث يمكن للدول أو الشركات تمويل حماية هذه النظم البيئية كوسيلة لتعويض انبعاثاتها.

 

وفي ظل تصاعد وتيرة التغيرات المناخية وتفاقم المخاطر البيئية، باتت النظم البيئية الساحلية مثل المنجروف والمستنقعات المالحة ومروج الأعشاب البحرية تحتل موقعًا محوريًا في النقاشات البيئية والاقتصادية العالمية. إذ لم تعد تُنظر إليها فقط كموائل طبيعية، بل كأصول اقتصادية ذات قدرة استثنائية على تخزين الكربون ومقاومة الكوارث، ومن هنا ينبثق مفهوم الكربون الأزرق.

 

الكربون الأزرق: أكثر من مجرد امتصاص للكربون

 

النظم البيئية للكربون الأزرق تتميز بقدرتها على امتصاص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتخزينه في التربة والنباتات لفترات طويلة، تمتد لآلاف السنين. ورغم أن هذه الأنظمة تحتل أقل من 3% من مساحة اليابسة، إلا أنها مسؤولة عن تخزين ما يصل إلى نصف الكربون الذي يُختزن في التربة الساحلية حول العالم. وتفوق قدرتها على التخزين تلك التي تملكها الغابات الاستوائية في بعض الأحيان، خاصة على المدى الطويل.

 

من منظور اقتصادي، فإن هذا الكربون المختزن يُعتبر أصلًا بيئيًا يمكن تسويقه من خلال أسواق الكربون الطوعية أو التنظيمية، ما يفتح الباب أمام فرص جديدة للتمويل المناخي والاستثمار البيئي.

 

الكربون الأزرق في قلب الاقتصاد الأزرق

 

الاقتصاد الأزرق يعرف على أنه الاستخدام المستدام للموارد البحرية لدعم النمو الاقتصادي وتحسين سبل العيش مع الحفاظ على صحة النظم البيئية. ويُعد الكربون الأزرق أحد المكونات الأساسية لهذا الاقتصاد الناشئ. فإضافة إلى دوره في التخفيف من آثار التغير المناخي، تُساهم النظم البيئية للكربون الأزرق في دعم قطاعات حيوية مثل:

 

مصائد الأسماك، عبر توفير مواطن طبيعية لصغار الأسماك والكائنات البحرية.

 

السياحة البيئية، من خلال حماية الشواطئ والمناطق الساحلية.

 

حماية البنية التحتية الساحلية من العواصف والفيضانات عبر تخفيف شدة الأمواج.

 

وبالتالي فإن تدهور هذه الأنظمة يؤدي إلى خسائر اقتصادية مباشرة وغير مباشرة، ويهدد استقرار سلاسل القيمة الساحلية.

 

التأمين: أداة لتعزيز مرونة الكربون الأزرق

 

هنا تتداخل أدوار التأمين بشكل مباشر وغير مباشر مع الكربون الأزرق، في ثلاثة مستويات رئيسية:

 

  1. التأمين ضد الكوارث الطبيعية وتأثيراتها على السواحل

 

تلعب النظم البيئية للكربون الأزرق دورًا في الحماية الطبيعية للسواحل. إذ تعمل كحواجز حية تمتص طاقة الأمواج وتقلل من تآكل الشواطئ. هذا الدور الوقائي يمكن ترجمته إلى قيمة تأمينية، حيث يمكن لشركات التأمين أن تُقيّم الأثر الوقائي لهذه النظم، وتُخفض من كلفة التأمين على الأصول الساحلية المحمية.

 

هذا ما بدأت بعض شركات التأمين الدولية بتبنيه، حيث يتم إدخال وجود أو غياب النظم البيئية الساحلية ضمن معايير تسعير وثائق التأمين ضد الفيضانات أو الأعاصير.

 

  1. التأمين كضامن لاستثمارات الكربون الأزرق

 

في ظل تنامي الاهتمام العالمي بأسواق الكربون، برزت مشاريع استعادة النظم البيئية للكربون الأزرق كفرص استثمارية بيئية. غير أن هذه المشاريع تواجه عدة مخاطر، مثل التغيرات المناخية المفاجئة، الكوارث الطبيعية، أو حتى التعدي البشري. ولضمان العائد من هذه المشاريع، تظهر الحاجة إلى منتجات تأمينية متخصصة تُغطي المخاطر البيئية، بما في ذلك:

 

فشل المشروع في تحقيق الكميات المستهدفة من خفض الكربون.

 

موت النباتات نتيجة العوامل المناخية.

 

تعرض الموقع لتغيرات سياسية أو قانونية تؤثر على استمرارية المشروع.

 

 

وبذلك، يلعب التأمين دور الضامن الذي يطمئن المستثمرين ويحفز التمويل المناخي للمشاريع الزرقاء.

 

  1. التأمين كأداة تمويل مبتكرة

 

يمكن أن تشارك شركات التأمين نفسها، لا كمقدّمي خدمات تغطية فقط، بل كمستثمرين في مشاريع البنية التحتية الطبيعية. فقد بدأت شركات عالمية ضخمة في استكشاف ما يعرف بـ “التأمين القائم على الطبيعة”، حيث تُموّل مشاريع ترميم المنجروف مقابل تقليل تعويضاتها في حال وقوع كوارث ساحلية، باعتبار أن استعادة النظم البيئية تُقلل الخطر بشكل وقائي.

 

كذلك يمكن أن تساهم وثائق التأمين في ربط المجتمعات الساحلية بأسواق الكربون، من خلال توفير منتجات تحفز الحفاظ على البيئة مقابل منافع مالية أو حماية تأمينية.

 

التحديات

 

رغم الإمكانات الواعدة، لا يزال الربط بين الكربون الأزرق والتأمين يواجه مجموعة من التحديات:

 

صعوبة التقييم المالي للنظم البيئية الساحلية مقارنة بالبنية التحتية التقليدية.

 

نقص البيانات البيئية الدقيقة، ما يعقّد تسعير المخاطر وتقدير العوائد.

 

غياب أطر تنظيمية متكاملة لدمج خدمات الطبيعة في السياسات التأمينية.

 

ضعف التنسيق بين قطاعي البيئة والتأمين، حيث لا تزال أغلب شركات التأمين تعتمد على نماذج تقليدية لا تأخذ في الاعتبار الخدمات البيئية.

 

آفاق المستقبل

 

من أجل تفعيل هذا التكامل، يمكن التفكير في مجموعة من الإجراءات والسياسات، أبرزها:

 

تطوير أدوات لقياس القيمة الاقتصادية والوقائية للنظم البيئية الزرقاء.

 

إدراج معايير الكربون الأزرق ضمن أطر تقييم المخاطر لشركات التأمين.

 

تحفيز الشراكات بين شركات التأمين، والجهات البيئية، والمجتمعات المحلية.

 

إدخال الكربون الأزرق ضمن استراتيجيات إدارة المخاطر الوطنية.

 

استحداث آليات تمويل مبتكرة مثل السندات الزرقاء، والتأمين القائم على نتائج الأداء البيئي.

 

د. أماني الماحي

رئيس قطاع-شركة مصر للتأمين

خبيرة إعادة التأمين

محكم دولي ومستشار العلاقات الدبلوماسية-عضو الاتحاد الافروآسيوى للقانون الدولي وتسوية المنازعات “AAU”

الرئيس التنفيذي لجمعية المرأة الأفريقية في التأمين بمصر التابعة ل AIO

خبيرة قضايا المرأة AAU

 

إنفينيتي الاقتصادية

ويمكنك متابعة موقع “إنفينيتي الاقتصادية” عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على أحدث التحديثات اليومية لأسعار العملات الأجنبية والعملات العربية مقابل الجنيه، بالإضافة إلى أسعار الذهب في مصر.

ويقدم موقع “إنفينيتي الاقتصادية” مجموعة واسعة من الخدمات تشمل: “أخبار اقتصادية، أخبار محلية، أخبار الشركات المصرية، تحليلات السوق المصرية، الأحداث الاقتصادية المهمة في مصر، أخبار اقتصادية من الدول العربية، تحليلات اقتصادية إقليمية، الأحداث الاقتصادية المهمة في العالم العربي”.

كما يقدم موقع “إنفينيتي الاقتصادية” الأحداث الاقتصادية المهمة على مستوى العالم، بالإضافة إلي خدمات توعوية، مقالات تحليلية، دراسات اقتصادية، إنفوجرافيك، فيديوهات، تحليلات أسواق المال، نصائح استثمارية، أدوات مالية”.

مقالات ذات صلة

الاكثر قراءة