الثلاثاء, 18 نوفمبر, 2025
رئيس مجلس الإدارة
د. إسلام جمال الدين


المشرف العام
محمد عبدالرحمن
رئيس مجلس الإدارة
د. إسلام جمال الدين


المشرف العام
محمد عبدالرحمن

المتحف المصري الكبير.. ميلاد جديد للحضارة والاقتصاد الثقافي المصري

تتجه أنظار العالم في الأول من نوفمبر2025 إلى مصر حيث افتتاح المتحف المصري الكبير أضخم متحف أثري في التاريخ في احتفال مهيب بحضور ملوك ورؤساء دول وقادة ومسؤولين من دول العالم. إنه ليس مجرد حدث ثقافي، بل إعلان استراتيجي عن ولادة جديدة لمصر تعرف كيف توظف ماضيها لبناء مستقبلها بثقة وتعيد صياغة مكانتها كقوة حضارية مؤثرة على المسرح الدولي.

 

ومنذ آلاف السنين كانت مصر منبع الحضارة واليوم تستعيد هذا الدور بأسلوب معاصر يجمع بين العلم والفن، والدبلوماسية، والثقافة، والاقتصاد. ويُعد المتحف المصري الكبير أضخم مشروع حضاري في القرن الحادي والعشرين بمساحة تتجاوز نصف مليون متر مربع يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية بينها المجموعة الكاملة لتوت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة مجتمعة.  ولا تكمن قيمة المتحف فقط في حجمه أو مقتنياته، بل في رمزيته السياسية والاستراتيجية التي تعلن للعالم أن مصر تمضي بثبات نحو “الجمهورية الجديدة” برؤية تنموية متكاملة تمتد من الاقتصاد إلى الثقافة ومن التنمية إلى الهوية الوطنية.

 

والافتتاح الكبير للمتحف ليس مناسبة احتفالية فحسب، بل مؤتمر عالمي للقوة الناعمة المصرية.فالحضور الدولي الرفيع المستوى يعكس ثقة العالم في استقرار مصر وقدرتها على تنظيم حدث استثنائي بمقاييس عالمية.
إنه انتصار للدبلوماسية الثقافية المصرية التي توظف التراث كجسر للتواصل بين الأمم وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون في مجالات الترميم والبحث والتعليم والتبادل الثقافي.

 

ويقدم المتحف الجديد للعالم صورة حديثة لمصر التى تمتلك جذوراً ضاربة في التاريخ لكنها تتحرك بعقل علمي وإدارة حديثة نحو المستقبل. وعندما يتجول القادة والزوار في أروقة المتحف سيكتشفون أن كل قطعة أثرية ليست مجرد ماضٍ، بل لغة من لغات الحاضر السياسي لمصر التي تبني حضورها الدولي عبر ثقافة راقية ورؤية منفتحة.

 

ويمثل المتحف المصري الكبير نقطة تحول في صناعة السياحة المصرية ومحركاً رئيسياً للنمو الاقتصادي المستدام. فمن المتوقع أن يؤدي الافتتاح إلى زيادة عدد السياح بنسبة تتراوح بين 15 إلى 20% خلال عام 2026 مع ارتفاع متوسط إنفاق السائح وزمن إقامته. كما سيوفر المتحف آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة في مجالات الخدمات الفندقية والنقل والتسويق والصناعات الإبداعية.

 

كما تتحول المنطقة المحيطة بالمتحف إلى مركز استثماري وسياحي متكامل يضم فنادق عالمية ومناطق ترفيهية وتجارية متطورة مدعومة بشبكات طرق ومحاور نقل حديثة تربطها بالعاصمة الإدارية والمطار الجديد.

وفي ظل البيئة التشريعية الجاذبة التي وفرتها مصر خلال السنوات الأخيرة فمن المتوقع أن يصبح المتحف بوابة لاستثمارات ثقافية وسياحية دولية ضخمة تمتد من أوروبا وآسيا إلى العالم العربي وأفريقيا.

وبافتتاح المتحف المصري الكبير تدخل السياحة المصرية مرحلة جديدة من التطوير النوعي. فهو لا يضيف فقط مزاراً جديداً، بل يعيد تعريف التجربة السياحية في مصر من زيارة تقليدية إلى رحلة معرفية وإنسانية متكاملة.

إن التقنيات الرقمية المتطورة في العرض والمسرح التفاعلي والمناطق التعليمية والترفيهية تجعل المتحف تجربة لا تُنسى للزائر من جميع الأعمار. وسيصبح المتحف مركزاً عالمياً للبحث والتدريب في علوم الآثار والترميم مما يعزز من دور مصر كمركز علمي إقليمي في هذا المجال. كما سيُسهم المتحف في تنشيط حركة السياحة الداخلية خاصة مع تطوير الطرق والربط السياحي بين الجيزة والأهرامات والمتحف، والأقصر، وأسوان وسيناء. إنها منظومة سياحية متكاملة تُعيد رسم خريطة مصر السياحية بما يضمن تنوع المنتج السياحي واستدامته.

 

ويعتبر المتحف المصري الكبير أكثر من صرح أثري فهو يجسد رؤية مصر لبناء الجمهورية الجديدة على أساس من الوعي الثقافي والهوية المتجددة والانفتاح على العالم دون فقدان الجذور. فتصميمه المعماري المهيب الذي يطل على الأهرامات مباشرة يعكس تواصل الأجيال بين مصر القديمة ومصر الحديثة ويحوّل المكان إلى رمز للتكامل بين التاريخ والعمران الحديث.

 

وهذه الرمزية العميقة تُعيد بناء العلامة الوطنية لمصر على المستوى العالمي لتصبح الثقافة والهوية المصرية عنصرين رئيسيين في معادلة النفوذ الإقليمي والدولي. إنها دبلوماسية من نوع خاص دبلوماسية المتاحف والحضارات التي تتحدث فيها الآثار بلغة السلام والتعاون والتنوير.

 

هذا ، وسيشكل افتتاح المتحف منصة لعقد حوارات سياسية وثقافية رفيعة بين القادة الحضور بما يسهم في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجالات الثقافة والتراث والسياحة المستدامة كما سيفتح الباب أمام مصر لتقود مبادرات دولية لحماية التراث الإنساني وتوظيف الثقافة في دعم التنمية المستدامة ومواجهة التطرف الفكري وهو بعد استراتيجي بالغ الأهمية في عالم اليوم.

 

إن المتحف المصري الكبير فى جوهره هو مشروع لصناعة المستقبل عبر استلهام الماضي. إنه ترجمة عملية لمفهوم “القوة الشاملة للدولة” التي توظف كل عناصرها الاقتصادية والثقافية والعلمية لبناء مكانة مؤثرة ومستدامة كما يتسق الافتتاح مع أهداف رؤية مصر 2030 خصوصاً في محاور “الاقتصاد القائم على المعرفة” و”الثقافة كمحرك للتنمية” و”الاستثمار في الهوية الوطنية”.

 

وفى الختام فإن افتتاح المتحف المصري الكبير ليس فقط لحظة فخر واحتفاء بتاريخ سبعة آلاف عام، بل تجسيد حي لقدرة مصر على الجمع بين العراقة والحداثة بين الأصالة والطموح. فمن خلال هذا الصرح تقدم مصر نفسها للعالم من جديد لا كصفحة من الماضي، بل كقوة حضارية قادرة على صنع المستقبل بثقة وتخاطب الإنسانية والعالم أجمع بلغتها الخالدة وهي الثقافة والابداع والسلام.

 

     الوزير المفوض الدكتور/ منجى على بدر

  عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للأمم المتحدة

 

إنفينيتي الاقتصادية

ويمكنك متابعة موقع “إنفينيتي الاقتصادية” عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على أحدث التحديثات اليومية لأسعار العملات الأجنبية والعملات العربية مقابل الجنيه، بالإضافة إلى أسعار الذهب في مصر.

ويقدم موقع “إنفينيتي الاقتصادية” مجموعة واسعة من الخدمات تشمل: “أخبار اقتصادية، أخبار محلية، أخبار الشركات المصرية، تحليلات السوق المصرية، الأحداث الاقتصادية المهمة في مصر، أخبار اقتصادية من الدول العربية، تحليلات اقتصادية إقليمية، الأحداث الاقتصادية المهمة في العالم العربي”.

كما يقدم موقع “إنفينيتي الاقتصادية” الأحداث الاقتصادية المهمة على مستوى العالم، بالإضافة إلي خدمات توعوية، مقالات تحليلية، دراسات اقتصادية، إنفوجرافيك، فيديوهات، تحليلات أسواق المال، نصائح استثمارية، أدوات مالية”.

مقالات ذات صلة

الاكثر قراءة