على الرغم من استمرار التوترات الجيوسياسية وتصاعد العمليات العسكرية بين إسرائيل وإيران، والتي عادة ما تدفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة، شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا على المستويين المحلي والعالمي، هذا التراجع يثير تساؤلات حول مستقبل المعدن الأصفر، ويدفع الخبراء لتقديم تحليلات وتوقعات متباينة.
أشار أمير رزق، عضو رابطة تجار الذهب، إلى أن التراجع في أسعار الذهب بالسوق المصرية خلال الساعات الأخيرة جاء نتيجة مباشرة لعمليات جني أرباح في الأسواق العالمية، بعد موجة ارتفاع قوية شهدتها الأسعار في الفترة الماضية، هذا الانخفاض العالمي انعكس بشكل سريع على السوق المحلية.
وأضاف رزق أن توقعات الأسواق بشأن قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتثبيت أسعار الفائدة في اجتماعه الأخير، ساهمت بشكل كبير في تهدئة الطلب على الذهب كملاذ آمن. هذا الترابط بين سياسة الفيدرالي وأسعار الذهب هو عامل حاسم، حيث تميل أسعار الذهب للانخفاض عندما تكون أسعار الفائدة مرتفعة، لأن ذلك يزيد من جاذبية الاستثمار في السندات والعوائد الأخرى.
من جانبه، أكد سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة”، أن أسعار الذهب في السوق المحلية واصلت تراجعها، حيث فقد الجرام نحو 20 جنيهًا خلال تعاملات أمس الأربعاء (18 يونيو 2025)، مقارنة بمستويات الإغلاق يوم الإثنين، وقد سجل جرام الذهب عيار 21، الأكثر رواجًا في مصر، 4820 جنيهًا، بينما حافظت الأوقية عالميًا على استقرارها عند 3385 دولارًا.
ويظهر تقرير صادر عن “آي صاغة” أن الذهب كان قد شهد هبوطًا حادًا يوم الإثنين (17 يونيو 2025)، بقيمة 70 جنيهًا للجرام، حيث بدأ عيار 21 تداولاته عند 4900 جنيه، ثم أنهى اليوم عند 4830 جنيهًا. وعلى المستوى العالمي، فقدت الأوقية 45 دولارًا خلال نفس الفترة، متراجعة من 3430 إلى 3385 دولارًا.
تحليل الخبراء لتوقعات الأسعار
وأكد محللون في بنك ANZ أن أسعار الذهب شهدت تقلبات ملحوظة مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، بالتزامن مع ترقب الأسواق للسياسة النقدية الأمريكية.
وأوضح البنك في مذكرة بحثية أن البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة، والتي شملت ضعفًا في مبيعات التجزئة وقطاعي الإسكان والإنتاج الصناعي، قد عززت من التوقعات بشأن توجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة خلال الشهور المقبلة، هذا التوقع بحد ذاته يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على أسعار الذهب في المستقبل.
ويعتبر التراجع في الإقبال على الشراء محليًا، بالتوازي مع هدوء نسبي في سعر صرف الدولار في السوق المصرية، عاملًا إضافيًا زاد من تأثير الهبوط العالمي على الأسعار في مصر، على الرغم من استمرار التوترات الجيوسياسية.
مستقبل الذهب
في ظل هذه المعطيات، تتجه الأنظار نحو العوامل التي ستحدد مستقبل الذهب:
سياسة الفيدرالي الأمريكي
إذا استمرت البيانات الاقتصادية الأمريكية في إظهار الضعف، فمن المرجح أن يتجه الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة. هذا السيناريو غالبًا ما يدعم أسعار الذهب، حيث يصبح الاحتفاظ بالذهب، الذي لا يدر عائدًا، أكثر جاذبية مقارنة بالسندات ذات العائد المنخفض.
التوترات الجيوسياسية
على الرغم من التراجع الحالي، فإن تصاعد النزاع العسكري بين إيران وإسرائيل، وتبادل الضربات الصاروخية، يظل عاملًا محفزًا محتملاً لأسعار الذهب. في أوقات عدم اليقين والنزاعات، يميل المستثمرون إلى اللجوء للذهب كملاذ آمن.
الدولار الأمريكي
العلاقة العكسية بين الدولار والذهب تظل قائمة. إذا ضعف الدولار، فغالبًا ما يرتفع سعر الذهب، والعكس صحيح.
الطلب المحلي والعالمي
استمرار تراجع الإقبال المحلي على الشراء، بالإضافة إلى ديناميكيات العرض والطلب العالمية، سيؤثران بشكل مباشر على حركة الأسعار.
إنفينيتي الاقتصادية
ويمكنك متابعة موقع “إنفينيتي الاقتصادية” عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على أحدث التحديثات اليومية لأسعار العملات الأجنبية والعملات العربية مقابل الجنيه، بالإضافة إلى أسعار الذهب في مصر.
ويقدم موقع “إنفينيتي الاقتصادية” مجموعة واسعة من الخدمات تشمل: “أخبار اقتصادية، أخبار محلية، أخبار الشركات المصرية، تحليلات السوق المصرية، الأحداث الاقتصادية المهمة في مصر، أخبار اقتصادية من الدول العربية، تحليلات اقتصادية إقليمية، الأحداث الاقتصادية المهمة في العالم العربي”.
كما يقدم موقع “إنفينيتي الاقتصادية” الأحداث الاقتصادية المهمة على مستوى العالم، بالإضافة إلي خدمات توعوية، مقالات تحليلية، دراسات اقتصادية، إنفوجرافيك، فيديوهات، تحليلات أسواق المال، نصائح استثمارية، أدوات مالية”.