وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين، أمراً تنفيذياً للتخطيط لنظام دفاع صاروخي للولايات المتحدة التي تبلغ قيمتها نحو 2.5 تريليون دولار.
وأمر ترامب وزير الدفاع بيت هيغسيث بعرض خطة في غضون 60 يوماً لإنشاء «درع الدفاع الصاروخي المتطورة» والمصممة لاعتراض الصواريخ البالستية وفرط الصوتية وتلك المتقدمة من طراز كروز، بما في ذلك عبر تطوير أجهزة اعتراض مقرها الفضاء.
وخلال حملته الانتخابية عام 2024، كرر ترامب تعهده إنشاء نسخة أميركية من نظام «القبة الحديدية» الإسرائيلي في حال فوزه بالرئاسة.
لكنه تجاهل حقيقة أن هذا النظام مصمم لمواجهة الصواريخ القصيرة المدى، ما يجعله غير مناسب للدفاع ضد الصواريخ البالستية العابرة للقارات التي تشكّل الخطر الرئيسي على الولايات المتحدة.
وجاء في قرار الاثنين التنفيذي أنه «على مدى السنوات الأربعين الماضية، بدلاً من تراجعه، أصبح التهديد من الأسلحة الاستراتيجية المتطورة أكثر حدة وتعقيداً»، مشيراً إلى تطوير جهات معادية لم يسمها قدراتها على إطلاق الصواريخ.
وأفاد ترامب أعضاء في الكونغرس في ميامي في وقت سابق بأنه سيتم بناء المنظومة في الولايات المتحدة.
ووفقاً لديفنس وان المتخصص في الصناعات الدفاعية، من المستحيل من الناحية الفنية بناء نظام قادر على حماية الولايات المتحدة من هجوم الصواريخ الباليستية.
ولكن ترامب قال، “هذا لا يعني أننا لم نبذل أي جهد، فمنذ أعلن الرئيس رونالد ريجان مبادرته الدفاعية الاستراتيجية الطموحة في عام 1983، قدمت الولايات المتحدة أكثر من 415 مليار دولار لأفضل المقاولين العسكريين، ووظفت عشرات الآلاف من العمال وأفضل العلماء في هذه الجهود. ولكن لم ينجح أي شيء”.
إن كل ما لدينا من دليل على هذا الجهد هو نظام أساسي يتألف من 44 صاروخاً اعتراضياً أرضياً منتشراً في ألاسكا وكاليفورنيا. وفي ظل ظروف الاختبار المثالية، لم تتمكن هذه الصواريخ من إصابة هدف إلّا في نصف الحالات فقط.. والواقع أن البرنامج معلق الآن إلى حين تصميم صاروخ اعتراضي جديد.
تصميم القبة الحديدية
القبة الحديدية مصممة لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى، وليس الصواريخ الباليستية العابرة للقارات. ويمكن لكل نظام من أنظمة القبة الحديدية الدفاع عن منطقة تبلغ مساحتها نحو 150 ميلاً مربعاً.
وتحتاج أميركا إلى نشر أكثر من 24700 بطارية من القبة الحديدية للدفاع عن مساحة 3.7 مليون ميل مربع من الولايات المتحدة القارية.
يشار إلى أن تكلفة كل بطارية تبلغ 100 مليون دولار، فإن هذا يعني نحو 2.47 مليار دولار، وإنشائياً ربما تبلغ قيمة هذا النظام 2.5 تريليون دولار إذا كان قادراً حقاً على الدفاع عن البلاد.
في السابق سعى رونالد ريجان إلى حل هذه معضلة وجود قبة حديدة لأميركا بنشر أسلحة الليزر في الفضاء، ومن الناحية النظرية، كان بوسع هذه الأسلحة أن تتغلب على الميزة الكامنة التي تتمتّع بها الأسلحة الهجومية.
ولكن هذا كان ضرباً من الخيال، فقد خلصت الجمعية الفيزيائية الأميركية، وهي الجمعية الأولى للفيزيائيين في البلاد، عام 1987 إلى أن الأمر سوف يستغرق عقوداً من الزمان لتحديد ما إذا كانت مثل هذه التكنولوجيات قابلة للتطبيق أم لا بحسب ديفنس وان.
هل تحسنت التكنولوجيا في أميركا؟
يعتقد ترامب ذلك، وقال في المؤتمر: «كان رونالد ريجان يريد هذا منذ سنوات عديدة، لكننا لم نكن نمتلك التكنولوجيا منذ سنوات عديدة.. تذكروا أنهم أطلقوا عليها اسم سفينة فضاء أو أي شيء للسخرية منه.. لكن الآن لدينا تكنولوجيا لا تصدق. ولماذا يجب أن تمتلك دول أخرى هذه التكنولوجيا، ولا نمتلكها نحن؟ لا، لا، سنبني قبة حديدية فوق بلادنا، وسنتأكد من عدم تمكن أي شيء من إيذاء شعبنا».
في حين أصبحت أسلحة الطاقة الموجهة قصيرة المدى ممكنة الآن، إلّا أن العلماء ليسوا قريبين بأي حال من تحقيق أنواع القوة والتحكم في الشعاع والتتبع الدقيق المطلوبة للأسلحة الفضائية، كما لم يتغلب المهندسون على التكلفة الكبيرة وصعوبات الصيانة والتشغيل المترتبة على وضع عشرات أو مئات الأسلحة في الفضاء. حذّر رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب آدم سميث، ديمقراطي من واشنطن، في تعليق على مراجعة ترامب للدفاع الصاروخي لعام 2019، من أن «طبقة اعتراضية مقرها الفضاء.. تمت دراستها مراراً وتكراراً ووجد أنها صعبة من الناحية التكنولوجية ومكلفة للغاية».
حتى مع العلم والتكنولوجيا ضده، يؤمن ترامب بهذه الرؤية بقوة لدرجة أنه جعلها الركيزة الدفاعية الوحيدة في برنامج الحزب الجمهوري الجديد بخلاف «تعزيز جيشنا». هناك 20 نقطة في أجندة الحزب الجمهوري الرسمية. النقطة الثامنة هي: «منع الحرب العالمية الثالثة، واستعادة السلام في أوروبا والشرق الأوسط، وبناء درع دفاعي صاروخي عظيم من القبة الحديدية فوق بلدنا بالكامل- كلها مصنوعة في أميركا».
مشروع ترامب للقبة الحديدية الأميركية
وعلى نحو مماثل، يدعو مشروع 2025 إلى جعل الدفاع الصاروخي «أولوية قصوى»، ويتعامل مع المشكلة وكأنها مجرد افتقار إلى الإرادة السياسية، ويزعم أننا لا بُدّ أن «نتخلى عن السياسة القائمة المتمثلة في عدم الدفاع عن الوطن ضد الصواريخ الباليستية الروسية والصينية»، ويعود المشروع إلى رؤية «حرب النجوم»: «الاستثمار في تكنولوجيات الدفاع الصاروخي المتقدمة في المستقبل مثل الطاقة الموجهة أو الدفاع الصاروخي القائم على الفضاء والتي يمكنها الدفاع ضد المزيد من التهديدات الصاروخية».
في عام 1994، كان النائب نيوت جينجريتش لديه عنصر دفاعي واحد فقط في «عقد أميركا» المكون من عشر نقاط: نشر نظام دفاع صاروخي وطني، ثم توصل زعماء الجمهوريين إلى استراتيجيتهم من خلال الاستماع إلى النشطاء المحافظين.
في المقابل قامت مؤسسة هيريتيج، المجموعة التي تقف وراء مشروع 2025 اليوم، بتجميع تقرير دعا إلى إنهاء «سياسة إدارة كلينتون المتمثلة في ترك المدن والأراضي الأميركية مفتوحة للهجمات الصاروخية».
وزعم التقرير أنه مقابل بضعة مليارات من الدولارات تستطيع أميركا تطوير ونشر «دفاعات صاروخية باليستية فعّالة وبأسعار معقولة».
وذكر التقرير أن كل ما ينقص هو «فهم سليم للدفاعات الصاروخية والإرادة السياسية لبناءها».
إنفينيتي الاقتصادية
ويمكنك متابعة موقع “إنفينيتي الاقتصادية” عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على أحدث التحديثات اليومية لأسعار العملات الأجنبية والعملات العربية مقابل الجنيه، بالإضافة إلى أسعار الذهب في مصر.
ويقدم موقع “إنفينيتي الاقتصادية” مجموعة واسعة من الخدمات تشمل: “أخبار اقتصادية، أخبار محلية، أخبار الشركات المصرية، تحليلات السوق المصرية، الأحداث الاقتصادية المهمة في مصر، أخبار اقتصادية من الدول العربية، تحليلات اقتصادية إقليمية، الأحداث الاقتصادية المهمة في العالم العربي”.
كما يقدم موقع “إنفينيتي الاقتصادية” الأحداث الاقتصادية المهمة على مستوى العالم، بالإضافة إلي خدمات توعوية، مقالات تحليلية، دراسات اقتصادية، إنفوجرافيك، فيديوهات، تحليلات أسواق المال، نصائح استثمارية، أدوات مالية”.