أنهت البورصة المصرية تعاملات الأسبوع المنتهي على موجة ارتفاع جماعي قوية لمؤشراتها الرئيسية والثانوية، مدعومة بمشتريات قوية من المؤسسات المحلية والعربية، في وقت شهدت فيه السوق زيادة لافتة في أحجام التداول وسيولة مرتفعة، ما يعكس تحسنًا في شهية المستثمرين تجاه الأسهم القيادية والصغيرة على حد سواء.
مؤشرات البورصة تحقق مكاسب جماعية
وخلال تعاملات الأسبوع، ارتفع المؤشر الرئيسي «إيجي إكس 30» بنسبة 0.8% ليغلق عند مستوى 37,677 نقطة، في حين قفز مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة «إيجي إكس 70 متساوي الأوزان» بنسبة 2.75% ليصل إلى 11,654.08 نقطة، كما صعد مؤشر «إيجي إكس 100 متساوي الأوزان» بنسبة 2.61% ليغلق عند مستوى 15,364.41 نقطة.
أما مؤشر «إيجي إكس 30 محدد الأوزان» فحقق نموًا بنسبة 1.11% ليصل إلى 46,147.45 نقطة، في حين تراجع مؤشر تميز بشكل طفيف بنسبة 0.19% ليغلق عند 15,985.82 نقطة، وهو تراجع محدود يعكس عمليات جني أرباح طبيعية بعد ارتفاعات متتالية في أسهم المشروعات الصغيرة.
رأس المال السوقي يربح 50 مليار جنيه
سجلت القيمة السوقية للبورصة المصرية مكاسب قوية خلال الأسبوع بنحو 50.2 مليار جنيه، لتغلق عند مستوى 2.692 تريليون جنيه مقابل 2.642 تريليون جنيه في الأسبوع السابق، بنسبة نمو بلغت 1.9%.
وارتفع رأس المال السوقي للمؤشر الرئيسي من 1.432 تريليون جنيه إلى 1.450 تريليون جنيه بنسبة 1.3%، فيما صعد رأس المال السوقي لأسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة من 670.2 مليار جنيه إلى 687.7 مليار جنيه بنسبة 2.6%، وارتفع رأس المال للمؤشر الأوسع نطاقًا من 2.102 تريليون جنيه إلى 2.138 تريليون جنيه بنسبة 1.7%، كما زاد رأس مال بورصة النيل من 2.4 مليار جنيه إلى 2.5 مليار جنيه بنسبة 0.5%.
التداولات ترتفع والسيولة تعود بقوة
شهدت جلسات الأسبوع نشاطًا ملحوظًا في قيم وأحجام التداول، حيث ارتفع إجمالي قيمة التداول بالبورصة المصرية إلى 374 مليار جنيه، مقارنة بـ 453.6 مليار جنيه في الأسبوع الماضي، بينما زادت كمية التداول إلى 10.321 مليار ورقة مالية منفذة على 662 ألف عملية، مقابل 6.437 مليار ورقة على 486 ألف عملية الأسبوع السابق.
واستحوذت الأسهم على 8.33% من إجمالي قيمة التداول داخل المقصورة، في حين مثلت السندات وأذون الخزانة نحو 91.67%، بحسب التقرير الأسبوعي للبورصة المصرية.
توزيع التداولات
- المؤشر الرئيسي EGX30: قيمة تداول 12.2 مليار جنيه، بحجم تداول 878.1 مليون ورقة مالية عبر 179.6 ألف عملية.
- مؤشر EGX70: قيمة تداول 10.8 مليار جنيه، بحجم تداول 4.1 مليار ورقة مالية من خلال 255.9 ألف عملية.
- مؤشر EGX100: سجل تداولات بقيمة 23 مليار جنيه بحجم 5 مليارات ورقة مالية من خلال 435.5 ألف عملية.
تحليل فني
ويقول محللون فنيون إن السوق أظهر قوة شرائية ملحوظة خلال الأسبوع، خصوصًا بعد ارتداد المؤشر الرئيسي من مستويات الدعم قرب 37 ألف نقطة، وهو ما يؤكد وجود رغبة قوية لدى المستثمرين المحليين في اقتناص الفرص مع كل تراجع في الأسعار.
ويشير محمد كمال، المحلل الفني بأسواق المال، إلى أن “المؤشر الرئيسي EGX30 يتحرك في نطاق عرضي مائل للصعود، وأن استمرار الإغلاق فوق مستوى 37,500 نقطة يدعم فرص استهداف مستوى المقاومة التالي عند 38,200 نقطة خلال الأسبوع المقبل”.
في المقابل، يرى أحمد العجمي، خبير أسواق المال، أن أداء الأسهم الصغيرة والمتوسطة كان لافتًا هذا الأسبوع، حيث حقق مؤشر EGX70 أفضل أداء منذ أكثر من شهرين، مدعومًا بإقبال المستثمرين الأفراد واستمرار الزخم الشرائي في أسهم المضاربات والخدمات المالية غير المصرفية.
العوامل المحركة للسوق
شهد الأسبوع عدة عوامل دعمت الاتجاه الصاعد، أبرزها استقرار أسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي الأخير، وارتفاع مشتريات المستثمرين العرب** وسط توقعات إيجابية حول نتائج أعمال الربع الثالث للشركات المدرجة.
كما ساهم **التحسن النسبي في الأسواق العالمية** في تعزيز معنويات المستثمرين، إلى جانب تراجع حدة الضغوط التضخمية العالمية، مما شجع المؤسسات على إعادة توجيه السيولة نحو الأسهم.
من جهة أخرى، ظلت بعض الضغوط موجودة على قطاعات محددة مثل العقارات والبنوك بسبب توقعات إعادة تسعير الأصول، إلا أن هذه الضغوط لم تمنع السوق من الحفاظ على مساره الصاعد.
توقعات الأسبوع المقبل
يتوقع محللو السوق أن تشهد البورصة المصرية تحركات عرضية مائلة للصعود خلال الأسبوع المقبل، مع ترقب المستثمرين لنتائج الشركات عن الربع الثالث من 2025، والتي من المرجح أن تكون محفزًا قويًا لاستمرار الاتجاه الصاعد حال جاءت إيجابية.
كما يتوقع أن يستمر مؤشر EGX70 في قيادة الأداء الإيجابي بدعم من السيولة المرتفعة في أسهم الأفراد، فيما يُرجح أن يتحرك EGX30 بين مستويات 37,200 و38,400 نقطة قبل اتخاذ اتجاه واضح جديد.
في المجمل يمكن القول إن البورصة المصرية أنهت أسبوعها على نغمة تفاؤلية واضحة، مدعومة بتوازن بين القوى الشرائية والبيعية، وعودة السيولة بشكل ملحوظ إلى الأسهم القيادية والمتوسطة.
ومع استمرار استقرار المؤشرات الفنية وهدوء العوامل الخارجية، تبقى الرؤية إيجابية على المدى القصير، خاصة إذا نجح المؤشر الرئيسي في اختراق مستويات المقاومة الحالية وفتح الطريق نحو قمم جديدة خلال الأسابيع المقبلة.