الخميس, 19 ديسمبر, 2024
رئيس مجلس الإدارة
د. إسلام جمال الدين


المشرف العام
محمد عبدالرحمن
رئيس مجلس الإدارة
د. إسلام جمال الدين


المشرف العام
محمد عبدالرحمن

تكنولوجيا إعادة التأمين: محرك التحول الرقمي ودور التحكيم في إدارة النزاعات المستقبلية

أماني الماحي

مع تسارع وتيرة التحول الرقمي في جميع القطاعات، دخلت صناعة إعادة التأمين مرحلة جديدة يقودها الابتكار التكنولوجي. التكنولوجيا الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي (AI)، تحليل البيانات الكبيرة (Big Data)، وسلاسل الكتل (Blockchain)، أصبحت العصب الحيوي لإعادة التأمين، حيث تساعد على تحسين دقة التقييمات، تقليل المخاطر، وزيادة الكفاءة التشغيلية. ولكن مع هذا التطور، تظهر تحديات قانونية ونزاعات معقدة تتطلب آليات تسوية مبتكرة مثل التحكيم.

 

التحول الرقمي في إعادة التأمين: أدوات التغيير الجذري

 

1- الذكاء الاصطناعي (AI):

يساعد الذكاء الاصطناعي على تحسين تحليل المخاطر وتسعير الوثائق من خلال خوارزميات معقدة تعتمد على بيانات تاريخية وبيانات آنية.

يمكن الذكاء الاصطناعي الشركات من اكتشاف الاحتيال مبكرًا، مما يقلل من الخسائر.

 

2-تحليل البيانات الكبيرة

 

تحليل ملايين البيانات بسرعة ودقة يساعد في فهم أنماط الخطر بشكل أفضل، مما يعزز من دقة قرارات الاكتتاب وإعادة الاكتتاب.

 

3-سلاسل الكتل (Blockchain):

 

توفر منصة لا مركزية وآمنة لإدارة عقود إعادة التأمين، مما يضمن الشفافية والثقة بين الأطراف.

تُستخدم في تسوية المطالبات بشكل آلي وفوري، مما يقلل من المنازعات المرتبطة بالتأخير أو الخطأ البشري.

 

النزاعات الناشئة عن التكنولوجيا في إعادة التأمين

ورغم المزايا الهائلة، إلا أن إدخال التكنولوجيا يفتح الباب لنزاعات معقدة بين الأطراف المختلفة. من أبرز أنواع النزاعات:

 

1-الخلاف حول دقة البيانات:

قد تُتهم إحدى الأطراف بتقديم بيانات مغلوطة أو غير مكتملة، مما يؤدي إلى تقييمات خاطئة للمخاطر.

 

2-نزاعات الملكية الفكرية:

تتعلق باستخدام أنظمة برمجية أو خوارزميات مملوكة لطرف معين دون تصريح.

3-عدم الامتثال للتشريعات:

اختلاف التشريعات المحلية عن الأنظمة التكنولوجية المستخدمة يؤدي إلى نزاعات حول شرعية العقود أو العمليات.

4-الأمن السيبراني:

تسرب البيانات أو القرصنة يمكن أن يؤدي إلى مطالبات بالتعويض أو اتهامات بالإهمال.

 

دور التحكيم في حل النزاعات التكنولوجية

مع تزايد تعقيد النزاعات، أصبح التحكيم الخيار المفضل لحل هذه القضايا. التحكيم يوفر إطارًا مناسبًا يتسم بالمرونة والسرعة، مع مراعاة خصوصية الصناعة.

 

لماذا التحكيم؟

 

1-المرونة في اختيار المحكمين:

يمكن اختيار محكمين ذوي خبرة تقنية وقانونية لضمان فهم عميق للمشكلات المطروحة.

 

2-السرعة والكفاءة:

مقارنة بالتقاضي التقليدي، يوفر التحكيم آلية أسرع وأقل تكلفة للوصول إلى حلول مُلزمة.

3-السرية:

يحافظ على سرية المعلومات الحساسة المتعلقة بالتكنولوجيا والبيانات المستخدمة.

4-الحلول التخصصية:

يمكن تصميم إجراءات التحكيم لتناسب احتياجات صناعة إعادة التأمين تحديدًا.

مراحل التحكيم في نزاعات إعادة التأمين التكنولوجية

1-مرحلة التحليل المبدئي:

مراجعة عقود إعادة التأمين الرقمية وشروطها، بما في ذلك استخدام التكنولوجيا.

2-اختيار المحكمين:

يفضل أن يكون فريق التحكيم متنوعًا ويشمل خبراء قانونيين وتقنيين.

3-المداولات وإصدار الحكم:

يتم استعراض النزاع بناءً على البيانات المقدمة وإصدار حكم ملزم لجميع الأطراف.

التحديات المستقبلية: ما يجب معالجته؟

1-الحاجة إلى إطار قانوني دولي:

لضمان تنظيم استخدام التكنولوجيا في إعادة التأمين وتقليل النزاعات العابرة للحدود.

2-تعزيز تدريب المحكمين:

لتمكينهم من فهم التطبيقات التكنولوجية المتطورة وآثارها القانونية.

 

3- تصميم عقود شاملة:

إدخال بنود واضحة في العقود تحدد مسؤوليات الأطراف وآليات تسوية النزاعات المتعلقة بالتكنولوجيا.

 

 تكامل التكنولوجيا والتحكيم لضمان استدامة الصناعة

بينما تمثل التكنولوجيا قاطرة للتغيير الإيجابي في إعادة التأمين، فإنها تضع الصناعة أمام تحديات قانونية جديدة. التحكيم، بمرونته وكفاءته، يُعتبر أداة مثالية لمعالجة هذه التحديات وضمان بيئة عمل تعزز الابتكار والاستدامة. لتحقيق ذلك، يجب أن تعمل الأطراف المعنية على تطوير شراكات إستراتيجية تجمع بين خبراء التكنولوجيا والقانون، وتبني حلول مرنة تواكب التحولات المتسارعة في هذه الصناعة.

 

بقلم الدكتورة أمانى الماحى / رئيس قطاع – مصر للتأمين وخبيرة إعادة التأمين

والرئيس التنفيذى بمصر للمنظمة الافريقية لسيدات التأمينAIWA / المنبثقة من المنظمة الأفريقية للتأمين AIO

مقالات ذات صلة

الاكثر قراءة