فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوما جمركية علي 185 دولة بحد ادنى ١٠% مع استثناء ٤ دول بسبب العقوبات الاقتصادية عليها وهي روسياالاتحادية وبيلا روسيا وكوريا الشمالية وكوبا بجانب دولتين هما كندا والمكسيك لسابق فرض رسوم بسبب المخدرات والهجرة غير الشرعية .
وقد زاد الحنق الأمريكي بفرض رسوم تمييزية علي الحلفاء والاعداء على حد السواء بنسب من ٢٠ % الى ٤٩ % بغرض رفع الظلم التجاري عن الولايات المتحدة الأمريكية وخفض العجز في الميزان التجارى وعودة التصنيع لأمريكا.
واختلفت ردود الفعل عالميا فبينما صمتت دول ال ١٠% ولم تحرك ساكنا سواء بالرفض أو طلب التفاوض ، فى حين تحركت الصين وفرضت رسوم مضادة بنسبة ٣٤% بينما طلب الاتحاد الأوربي ودول اخرى التفاوض.
وتعددت تأثيرات القرار الأمريكي علي الاقتصاد العالمى حيث خسرت البورصات العالمية مليارات الدولارات ومن المنتظر خفض التجارة العالمية البالغة حوالى ٣٣ تريليون دولار أمريكي بنسب تتراوح مابين ١% و ٢ % وحدوث محتمل لركود عالمى وأيضا انتهاء حقبة العولمة ، وتفضيل الانغلاق علي الداخل وأيضا انخفضت أسعار البترول ، واندلاع مظاهرات مناهضة لسياسات ترامب وربما ينقلب الكونجرس علي الرئيس الأمريكي مما قد يسرع من ظهور بوادر نظام عالمى جديد.
ولكن السؤال هل يتراجع ترامب عن سياساته التجارية أم هي وسيلة وتخطيط لتحقيق مكاسب للاقتصاد الأمريكى والعمل على تعديل نسب مكونات الناتج المحلى الأمريكى بدعم الصناعة والإنتاج.
و على الجانب الآخر ، هل ينتبه صانع القرار الأمريكي ان قطاع الخدمات في صالح امريكا وهو قطاع لايقل أهمية عن التجارة السلعية.
ونعود للديار المصرية ، ماهو مدى التأثير الايجابى أو السلبى علي مصر في ظل فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرسوم جمركية على السلع المستوردة بنسبة 10% ، ونوضح أنه يمكن أن تكون هناك عدة تأثيرات محتملة على التجارة مع مصر أهمها :-
1- تغيير في سلاسل الإمداد العالمية وقد تعيد بعض الشركات ترتيب سلاسل الإمداد والتوريد العالمية بسبب الرسوم الجمركية، مما يسبب اضطرابات في توزيع السلع والخدمات بين الدول والتحول من أسواق الدول التي تتأثر بالرسوم الجمركية الأمريكية والبحث عن أسواق بديلة لتصدير منتجاتها، مما يغير وجهات التجارة العالمية ويمكن أن تستفيد مصر من هذا التحول حيث هناك فرص لجذب الاستثمارات الأجنبية في بعض القطاعات أو تهاجر بعض الصناعات لمصر.
2- زيادة تكاليف الواردات: إذا كانت مصر تستورد سلعًا من الولايات المتحدة أو من دول متأثرة بالرسوم الأمريكية، فإن زيادة التكلفة قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار في السوق المحلي.
3-تأثيرات على الصادرات المصرية: من الممكن أن تتأثر الصادرات المصرية إلى الولايات المتحدة بالايجاب نظرا للمزايا التى يمنحها بروتوكول الكويز وضعف موقف بعض المنافسين بسبب الرسوم.
3- تأثيرات على الأسواق الناشئة: الدول النامية مثل مصر قد تتأثر بتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي بسبب الرسوم الجمركية ويؤدي ذلك إلى انخفاض الطلب على السلع المصرية في الأسواق العالمية، مما قد يعوق النمو الاقتصادي في مصر.
التوجهات المستقبلية وفرص مصر:-
• تعمل مصر على تنويع أسواقها التجارية للحد من التأثيرات السلبية للرسوم الجمركية على تجارتها مع الولايات المتحدة.
• ارتفاع تكلفة الواردات بسبب الرسوم الجمركية، قد تكون هناك فرصة لتعزيز التصنيع المحلي في مصر لتقليل الاعتماد على الواردات.
• العمل على تقوية علاقات مصر التجارية مع دول مثل الاتحاد الأوروبي والصين ودول أخرى ذات اقتصادات كبيرة لتعويض أي تأثيرات سلبية من سياسة ترامب التجارية.
هذا ، وتأثيرات فرض الرسوم الجمركية من قبل ترامب على التجارة العالمية وعلى مصر تعتمد على العديد من العوامل، مثل نوعية السلع المتأثرة، ومرونة مصر في التكيف مع التغيرات الاقتصادية، وقدرتها على استغلال الفرص التي قد تطرأ نتيجة لهذه التغيرات.
ونرى انه سيكون تأثير ايجابي بنسبة أكبر من التأثير السلبى بشرط سرعة تحرك القطاع الخاص والجهات المعنية لاغتنام الفرصة وأيضًا تصعيد المطالب المصرية بتسريع التفاوض لتوقيع اتفاق للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة ولا ضرر في ذلك علي اقتصاد امريكا حيث الفائض في الميزان التجارى لصالح أمريكا.
ونشير أن فرض الرسوم تحرك أمريكي مدروس لتعظيم الفوائد للاقتصاد الأمريكي من خلال التفاوض مع دول العالم حول نسب الرسوم الجمركية وفي نفس الوقت اصطياد الصين وحتى الآن نجحت السياسة الامريكية فى الاتجاهين حيث طلبت العديد من الدول التفاوض حول نسب الرسوم الجمركية فى حين تم اصطياد الصين التى فرضت تعريفات مضادة مما زاد من أسعار منتجاتها فى السوق الأمريكى.