بعد تصاعد الأزمة الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا الأمر الذي دفع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على روسيا بعد القصف الروسي لأوكرانيا وارتفاع حدة الصراع.
والتي شملت عقوبات بالقطاع المالي وقطاع الطاقة والنقل وقطاع السلع ذات الاستخدام المتبادل بين روسيا والاتحاد الأوروبي وإصدار ضوابط تخص التصدير وتمويل الصادرات، الأمر الذي دفع أسعار النفط الخام عالمياً نحو الارتقاع وتحقيق مستويات سعرية قياسية مما ترتب عليه ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية والخدمات عالمياً، الأمر أيضاً الذي دفع مؤشرات التضخم السنوي عالمياً إلى الارتفاع الكبير مما ترتب عليه اصدار سياسات انكماشية للاقتصادات الدولية لكبح جماح التضخم السنوي عالمياً.
ومع استمرار ارتفاع حدة الأزمات الجيوسياسية العالمية اعتزم الفيدرالي الأمريكي منذ بداية الأزمة رفع معدلات الفائدة باكثر من 5 مرات بالعام الماضي واعتزامه الاستمرار في رفع معدلات الفائدة أكثر من المتوقع مع اتخاذ إجراءات انكماشية بالسياسة النقدية الأمريكية لكبح جماح التضخم السنوي والاتجاه نحو الكساد لأكبر نظام اقتصادي عالمي، الأمر الذي سوف دفع أغلب الدول لأتباع نفس السياسة الانكماشية لدفع مؤشرات الطلب نحو الانخفاض تدريجياً مع تباطؤ انخفاض معدلات التضخم السنوي عالمياً.
الأمر الذي قد يدفع النظام الاقتصادي العالمي نحو الكساد الكبير مثل ماحدث من أكثر من 90عام ، حيثشهد العالم كساد اقتصادي عالمي حاد حدث خلال ثلاثينيات القرن الماضي وبداية عقد الأربعينيات انطلاقًا من الولايات المتحدة ،حيث بدأ في عام 1929 واستمر حتى أواخر الثلاثينيات، حيث كان هذا الكساد هو الأطول والأعمق والأكثر انتشارًا في القرن العشرين ويُعَدُّ أكبر وأشهر الأزمات الاقتصادية في القرن العشرين، والذي بدأ مع انهيار سوق الأسهم الأمريكية في 29 أكتوبر 1929 والمسمى بالثلاثاء الأسود ، و يُستخدم الكساد الكبير بشكل شائع مثالًا على مدى شدة تدهور الاقتصاد العالمي ، وقد تدفع السياسة الانكماشية العالمية إلى الخروج من الأزمة مبكراً قبل أن يدخل الاقتصاد العالمي في الكساد العظيم.