توقعت الخبيرة الاقتصادية ومحللة أسواق المال حنان سليمان أن تشهد البورصة المصرية خلال جلسة اليوم الاثنين أداءً متوازنًا يميل إلى الصعود الحذر، وسط حالة من الترقب بين المستثمرين بعد الارتفاعات القوية التي سجلتها مؤشرات السوق أمس الأحد، والتي دفعت المؤشر الرئيسي EGX30 لتسجيل مستوى قياسي جديد عند 37,909 نقطة، مقتربًا من حاجز 38 ألف نقطة الذي يمثل مستوى مقاومة نفسي وفني بالغ الأهمية.
وقالت سليمان في تصريحات خاصة لـ«إنفينيتي الاقتصادية»، إن السوق تدخل اليوم مرحلة اختبار حقيقية لقدرتها على الحفاظ على الزخم الشرائي الذي بدأ مطلع الأسبوع، مشيرًا إلى أن استقرار المؤشر الرئيسي أعلى مستوى 37,700 نقطة يعد إشارة إيجابية على استمرار الاتجاه الصاعد قصير الأجل.
وأضافت أن جلسة اليوم مرشحة لأن تشهد عمليات جني أرباح محدودة ومنظمة من قبل بعض المستثمرين الأفراد بعد المكاسب الكبيرة التي حققتها الأسهم القيادية والمتوسطة خلال الجلسة السابقة، مؤكدًا أن قوة الطلب المؤسسي المحلي والعربي كفيلة بامتصاص أي ضغوط بيعية مؤقتة.
المؤشر الثلاثيني أمام مفترق فني مهم
وأوضحت محللة الأسواق المالية أن المؤشر الرئيسي EGX30 يواجه اليوم مقاومة قوية عند مستوى 38,000 نقطة، وفي حال نجاحه في اختراقها والثبات أعلاها سيستهدف على المدى القصير مستويات 38,500 ثم 39,200 نقطة.
أما في حال تعرضه لضغوط بيع، فقد يتراجع لاختبار مستويات 37,400 كنقطة دعم أولى و37,000 كنقطة دعم ثانية، وهي مستويات يُرجح أن تشهد عودة للشراء الانتقائي من المؤسسات التي تستغل أي هبوط لجني مراكز جديدة.
وأشارت إلى أن الأداء الإيجابي لأسهم قطاع البنوك يظل المحرك الأبرز للسوق خلال هذا الأسبوع، خاصة بعد أن استحوذ القطاع على نحو 38% من إجمالي تعاملات الأحد، مدعومًا بارتفاعات قوية في أسهم البنك العربي، والبنك الأهلي المصري، وبنك مصر، إلى جانب أداء قوي لأسهم الخدمات المالية مثل هيرميس وCI Capital.
الأسهم الصغيرة والمتوسطة تواصل النشاط
أما على صعيد مؤشر EGX70 للأسهم الصغيرة والمتوسطة، فيرى جمال الدين أن المؤشر أمام فرصة قوية لاختراق حاجز 4,300 نقطة، مدعومًا بتزايد السيولة من المستثمرين الأفراد الذين عادوا بقوة إلى السوق خلال الجلسات الأخيرة.
وأشارت حنان إلى أن هذا النشاط يعكس تحولًا في شهية المستثمرين نحو المخاطرة، مدفوعًا بتراجع العائد الحقيقي على الودائع البنكية وتزايد الثقة في استمرار الاتجاه الإيجابي للبورصة خلال الربع الأخير من العام.
العوامل الاقتصادية الداعمة
وأكدت حنان سليمان أن الظروف الاقتصادية الكليةأصبحت أكثر دعمًا لحركة البورصة، موضحًا أن تباطؤ معدلات التضخم وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة سيسهمان في ضخ مزيد من السيولة في سوق الأسهم، خاصة من المستثمرين الباحثين عن عوائد أفضل مقارنة بالأدوات الادخارية التقليدية.
كما أشارت إلى أن استمرار تحسن الاحتياطيات الأجنبية وتراجع الضغوط على ميزان المدفوعات يعززان من استقرار سعر الصرف، وهو ما ينعكس إيجابًا على ثقة المستثمرين الأجانب الذين بدأوا تدريجيًا العودة للسوق عبر أدوات الدين والأسهم.
واختتمت محللة الأسواق المالية تصريحاتها، إن جلسة اليوم قد تبدأ بهدوء نسبي مع تحركات عرضية في بداية التعاملات، لكنها مرشحة لأن تتحول إلى أداء صاعد في النصف الثاني من الجلسة إذا استمرت القوة الشرائية في الأسهم الكبرى، مضيفة أن السوق تبدو في وضع صحي من الناحية الفنية، مع توقعات باستمرار توازن القوى بين جني الأرباح والشراء الانتقائي حتى نهاية الأسبوع.