انعقدت قمة البريكس فى دورتها ال16 بمدينة قازان الروسية خلال الفترة من 22 الى 24 أكتوبر 2024 بمشاركة 35 دولة من بينها 24 دولة ممثلة بقادتها بقمة البريكس تحت عنوان رئيسي هو “تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين حيث يمثل تجمع البريكس الآن 45 % من سكان العالم و35 % من الاقتصاد العالمي وهو مايفوق الناتج الاجمالى لمجموعة الدول السبع الصناعية .
وتعتبر قمة البريكس حدثًا مهمًا على الساحة الدولية، وذلك لأنها تعكس تحولات عميقة في النظام العالمي وتأكيدها على أهمية إصلاح النظام المالي العالمي ، وتمثل قمة قازان نقطة تحول في تاريخ تجمع البريكس، حيث شهد توسعًا كبيرًا في عضويته وتعزيزًا للتعاون الاقتصادي والسياسي، حيث تسعى الدول الأعضاء إلى بناء نظام عالمي أكثر عدالة ومساواة.
وسيطر الوضع في منطقة الشرق الأوسط وملفات إصلاح الأمم المتحدة، والسعي إلى تطوير آليات اتخاذ القرار الدولي، على كلمات القادة وممثلي نحو 40 دولة ومنظمة إقليمية ودولية شاركوا في الجلسة الموسعة.
وكانت مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة السيد/ أنطونيو جوتيريش موضع اهتمام عالمى حيث أشار إن السلام في عدد من النقاط الساخنة عالميا ، لا سيما في غزة ولبنان وأوكرانيا يحتاج إلى التحرك من الأقوال إلى الأفعال ، كما أكد الرئيس السيسي فى كلمته بالقمة إن ما يحدث في غزة ولبنان دليل على ما وصل إليه النظام العالمي من ازدواجية المعايير والانتقائية وغياب المحاسبة والعدالة وأن قمة البريكس تأتي في ظل ظرف دولي دقيق من الأزمات والتحديات المركبة ويهدد مصداقية النظام الدولي متعدد الأطراف.
وصدر اعلان قازان للدورة ال16 لقمة البريكس وأبرز ما ورد بالاعلان :
الموافقة المبدئية على قبول 10 دول جديدة بالبريكس مع استطلاع رأى الدول الأعضاء قبل الموافقة النهائية، مما يوسع نفوذ البريكس الجيوسياسي والاقتصادي.
أكد الاعلان على الحاجة الملحة لإصلاح النظام المالي الدولي، وطالب بإنشاء نظام مالي أكثر عدالة.
التأكيد على تعزيز التعاون الاقتصادي بين دول التجمع، وتطوير مشاريع مشتركة في مختلف المجالات.
أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ والأمن الغذائي والديون .
أكد الاعلان على أهمية احترام مبادئ تعدد الأقطاب في العلاقات الدولية.
تأييد الحق الفلسطيني فى اقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 ووقف العدوان الاسرائيلى على غزة ولبنان وحل الصراع الروسي الاوكرانى بالطرق السلمية.
تدشين منصة استثمارية جديدة لدول البريكس ، وكذا بورصة للحبوب .
تدشين منصة مالية جديدة للبريكس (بريكس كلير) يكون هدفها معالجة التضخم ودعم الاقتصاد الوطني لكل دولة من دول التجمع، والسعى لتوحيد تعاملات البريكس المالية باستخدام العملات الوطنية في التعاملات التجارية البينية .
وأكد القادة أنه لاتوجد حتى الآن خطط لإنشاء نظام مالي مشترك أو عملة موحدة للبريكس واستبدال نظام المدفوعات الغربى “سويفت “ولكن استخدام العملات الوطنية فى التعامل التجارى طبقا لكل دولة على حدة.
هذا ، وأنهت قمة تجمع البريكس أعمالها في قازان بجنوب روسيا بفتح أبواب التوسع للتجمع وسط مداخلات هيمنت عليها الدعوات للسلام العالمى وإصلاح النظام الدولي، حيث عبرت أكثر من 30 دولة عن رغبتها في الانضمام إلى تجمع البريكس.
أهم رسائل البيان الختامى للقمة
زيادة نفوذ مجموعة البريكس: مع توسع المجموعة ستزداد قدرتها على التأثير في القرارات الدولية سواء فى الجمعية العامة للأمم المتحدة أو مجلس الأمن الدولى.
تغيير موازين القوى العالمية: سيشكل تجمع البريكس تحديًا أكبر للنظام العالمي الحالي الذي تهيمن عليه الدول الغربية.
تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول النامية: سيساهم البريكس في تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول النامية وخاصة التعاون بين دول “الجنوب / الجنوب” مما سيساهم في نموها وتطورها وقد يساعد ذلك على سرعة استجابة الدول الغربية لاصلاح الأمم المتحدة ومؤسساتها.
تجمع البريكس ليس ضد الدول الغربية ولكنه منافس لها فى الجوانب الاقتصادية عالميا، وربما سياسيا فى مرحلة لاحقة.
قد يساعد البريكس على احداث توازن دولى يؤدى الى تهدئة أجواء الصراعات العالمية الحالية سواء تجارية أو عسكرية بشرط تفهم الدول الغربية لقواعد اللعبة التى تتغير الآن وبوتيرة متسارعة، وقد يكون مقدمة لنشوب حرب عالمية ثالثة.سعى البريكس لزيادة المشاركة والتعاون مع البلدان غير الأعضاء بالتجمع ، وتحقيق التوازن الدولي والخروج من سيطرة الغرب الاقتصادية التى استمرت لأكثر من خمسة قرون.
هذا ، وستستضيف البرازيل الدورة الـ17 لتجمع البريكس اعتبارا من يناير عام 2025.
الوزير المفوض الدكتور/ منجى على بدر
المفكر الاقتصادى وعضو مجلس ادارة الجمعية المصرية للأمم المتحدة