الإثنين, 19 مايو, 2025
رئيس مجلس الإدارة
د. إسلام جمال الدين


المشرف العام
محمد عبدالرحمن
رئيس مجلس الإدارة
د. إسلام جمال الدين


المشرف العام
محمد عبدالرحمن

زيارة الرئيس الامريكى لدول الخليج وعلاقتها بالتوازن الإقليمي والقمة العربية في بغداد

زيارة الرئيس الامريكى لدول الخليج وعلاقتها بالتوازن الإقليمي والقمة العربية في بغداد

كانت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منطقة الخليج من 13 الى 16مايو 2025 حدثًا محوريًا أعاد تشكيل التوازنات الجيوسياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط، مع تأثيرات على علاقات الخليج مع الصين وروسيا وكذا تأثيرات غير مباشرة على القمة العربية فى بغداد يوم 17 مايو الجارى . وقد شملت الزيارة السعودية، قطر، والإمارات، وأسفرت عن اتفاقيات استراتيجية، تحولات دبلوماسية، ورسائل ضمنية موجهة إلى بكين وموسكو.

 

وتعددت نتائج الزيارة وأهمها : رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، مما مهّد الطريق لمناقشة إعادة دمج سوريا في الجامعة العربية خلال القمة العربية فى بغداد ، وابرام الصفقات الاقتصادية الضخمة مع دول الخليج، بلغت أكثر من 4 تريليون دولار أمريكى .

 

بينما تمثلت الجوانب السلبية للزيارة فى الجدل حول خطة ترامب لغزة وتحويلها إلى منطقة سياحية ، ودعوة ترامب للدول العربية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل دون تقدم ملموس في حل القضية الفلسطينية ،كما أثارت التحركات الأمريكية السريعة مخاوف بعض الدول العربية من تهميش دورها في القضايا الإقليمية، مما دفعها للتأكيد على ضرورة الحفاظ على استقلالية القرار العربي.

 

وفيما يخص تأثير زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الخليج على مخرجات القمة العربية فى بغداد، فيمكن اعتبار التأثير شبه متوازن ، حيث تساهم الزيارة في تحفيز مناقشات مهمة وتعزيز بعض الملفات، لكنها في الوقت نفسه أثارت تحديات تتعلق بالسيادة العربية والتوازن الإقليمي. وأيضا التأثير قد يكون تحول مفصلى في إعادة تشكيل خريطة التوازنات الدولية في الشرق الأوسط، لا سيما فيما يتعلق بالعلاقات العربية مع كل من الصين وروسيا.

 

وعلى الجانب الآخر ، تمثلت الرسائل الأمريكية لدول الخليج فى “إما واشنطن أو بكين” وصرّح ترامب بأن “الخليج لا يمكن أن يستمر في اللعب على الحبلين”، وهو تصريح غير مسبوق يوجه إنذارًا ضمنيًا ضد التقارب الخليجي–الصيني ، ووضع ضغوطًا على الدول الخليجية التي كانت تسعى لتحقيق توازن بين أمريكا والصين، خاصة في قطاعات الاقتصاد ، التكنولوجيا، الطاقة، والدفاع .

 

وقد أرسل توقيع صفقات ضخمة بين الولايات المتحدة ودول الخليج (بقيمة تتجاوز 4 تريليون دولار) رسالة واضحة أن دول الخليج عادت لتراهن على أمريكا شريكًا أول اقتصاديًا واستراتيجيًا ، وقلّص حظوظ الصين في الفوز بمشروعات الطاقة والبنية التحتية الذكية في الخليج، وأوقف مؤقتًا مشروعات كانت تناقش في السعودية والإمارات ضمن مبادرة “الحزام والطريق”.

 

ان زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الخليج في مايو 2025 يمكن اعتبارها ناجحة، خاصة بالنظر إلى أهداف الزيارة المعلنة والنتائج الملموسة التي تحققت ، ومع ذلك، تبقى بعض التحفظات والملفات العالقة التي تجعل النجاح نسبيًا وليس مطلقًا.

 

كما أعادت الزيارة تشكيل التوازنات الإقليمية، معززةً النفوذ الأمريكي من خلال صفقات اقتصادية ضخمة وتحركات دبلوماسية جريئة ، وفي المقابل ، تواجه الصين وروسيا تحديات متزايدة في الحفاظ على نفوذهما في المنطقة، في ظل سعي الولايات المتحدة لإعادة تأكيد دورها كقوة مهيمنة في الشرق الأوسط.

 

ويمكن القول إن الزيارة أعادت تثبيت الهيمنة الأمريكية في الخليج على حساب الصين وروسيا وأصبحت الدول العربية حذرة في التعامل مع المحور الشرقي خوفًا من فقدان الدعم الأمريكي.

ولكن لا يمكن الجزم أن الصين وروسيا خرجتا من المعادلة، فهما تعتمدان على المدى الطويل وعلى تحالفات مع دول خارج الخليج مثل إيران، سوريا، والجزائر وبعض الدول الأخرى.

 

ونرى أن زيارة ترامب عام 2025 تميزت عن سابقتها بالآتي :-

 

-تحول من الخطاب الأيديولوجي إلى الواقعية الاقتصادية من محاربة “التطرف” فى عام 2017 إلى بناء شراكات تنموية. وكذا تراجع التركيز على الخطابات الرمزية، وزيادة التركيز على الأرقام والاستثمارات.

 

– الزيارة أول مواجهة أمريكية حقيقية مع الصين في الخليج والعمل على قطع الطريق أمام الاستثمارات التكنولوجية الصينية. وكذا استقطاب الإمارات والسعودية مجددًا إلى المعسكر الأمريكي اقتصاديًا.

 

– إعادة إدماج سوريا بموافقة أمريكية لأول مرة منذ 2011 والذي تمثل في قرار رفع العقوبات عن سوريا بسبب تدخل الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودي.

 

هذا، ويمكن اعتبار أن دول الخليج قد حققت نجاحا نسبيا من زيارة الرئيس ترامب تمثل فى اتفاقات استراتيجية فى مجالات التسليح والذكاء الاصطناعى والأمن وكلها توجهات قد تخدم مستقبل دول الخليج خاصة مرحلة ما بعد النفط.

 

 

      الوزير المفوض الدكتور/ منجى على بدر

   عضو مجلس ادارة الجمعية المصرية للأمم المتحدة

 

إنفينيتي الاقتصادية

ويمكنك متابعة موقع “إنفينيتي الاقتصادية” عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على أحدث التحديثات اليومية لأسعار العملات الأجنبية والعملات العربية مقابل الجنيه، بالإضافة إلى أسعار الذهب في مصر.

ويقدم موقع “إنفينيتي الاقتصادية” مجموعة واسعة من الخدمات تشمل: “أخبار اقتصادية، أخبار محلية، أخبار الشركات المصرية، تحليلات السوق المصرية، الأحداث الاقتصادية المهمة في مصر، أخبار اقتصادية من الدول العربية، تحليلات اقتصادية إقليمية، الأحداث الاقتصادية المهمة في العالم العربي”.

كما يقدم موقع “إنفينيتي الاقتصادية” الأحداث الاقتصادية المهمة على مستوى العالم، بالإضافة إلي خدمات توعوية، مقالات تحليلية، دراسات اقتصادية، إنفوجرافيك، فيديوهات، تحليلات أسواق المال، نصائح استثمارية، أدوات مالية”.

مقالات ذات صلة

الاكثر قراءة