في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم اقتصاديًا واجتماعيًا، تبرز المرأة المصرية والعربية ليس فقط كشريك في التنمية، بل كمحرك رئيسي للتغيير وبناء المستقبل، لقد تجاوزت المرأة دورها التقليدي، لتصبح ركيزة لا غنى عنها في تحقيق الاستقرار، وصناعة القرار، وقيادة المبادرات التنموية بكفاءة واقتدار.
من قلب الأسرة إلى ساحات العمل، ومن مقاعد الدراسة إلى مناصب القيادة، أثبتت المرأة قدرتها على إحداث فارق حقيقي في كل موقع تشغله، لم يعد وجودها في سوق العمل ظاهرة استثنائية، بل أصبح قاعدة تؤكد مدى حضورها، وجدارتها، ودورها الحيوي في دعم الاقتصاد الوطني العربي، وتعزيز البنية الاجتماعية والثقافية للمجتمعات.
المرأة تمتلك قدرات فطرية عظيمة وهبها الله إياها؛ فهي رمز للتحمل والصبر، ولديها قدرة استثنائية على إدارة الأزمات والتفكير خارج الصندوق. ولهذا، نراها اليوم في مواقع القرار، وبعضهن يقودن وزارات سيادية وجيوشًا في دول كبرى، وهو انعكاس طبيعي لما وصلت إليه من كفاءة وتميّز.
ولكن، وسط هذه النجاحات، تقع بعض الفتيات والنساء في فخ المقارنة مع الرجال بدعوى المساواة الكاملة. وهنا، لا بد من التذكير بأن الله منح المرأة تكريمًا خاصًا لا يقارن، إذ جعل الجنة تحت أقدام الأمهات، وأنزل سورة كاملة باسم “النساء”، وخصّ السيدة مريم العذراء بسورة كاملة تُخلّد مكانتها. فهل تحتاج المرأة للمقارنة بعد هذا العزّ والتكريم الرباني؟
إن المرأة ليست بحاجة لتقليد الرجل لإثبات ذاتها، فقيمتها الحقيقية في حفاظها على هويتها، واعتزازها بسترها، وعزّها، ودينها، وهي بذلك تظل الستر الذي يحفظ الله به الأرض، والرحم الطاهر الذي يُنجب الأبطال وقادة الغد.
من هنا، تأتي دعوة صادقة لكل فتاة وسيدة عربية ومصرية: تمسّكن بعزّتكن، وافتخرن بأصالتكن، ولا تساومن على القيم والتقاليد التي كانت ولا تزال مصدر فخرنا وهويتنا، فالأوطان لا تُبنى بالمظاهر، بل بالمبادئ، ولا تنهض بالتقليد، بل بالانتماء والاعتزاز بالجذور.
المرأة العربية التي تعتز بكرامتها، وتتشبث بعاداتها الأصيلة، وتدرك قيمتها كما أرادها الله، هي القادرة على بناء أجيال تحمل لواء النهوض، وتثبت أن الأصالة لا تعني الرجعية، بل هي درع الهوية وسر الاستمرارية.