الثلاثاء, 29 أبريل, 2025
رئيس مجلس الإدارة
د. إسلام جمال الدين


المشرف العام
محمد عبدالرحمن
رئيس مجلس الإدارة
د. إسلام جمال الدين


المشرف العام
محمد عبدالرحمن

صلاح عشماوى يكتب: أمريكا وقناة السويس

صلاح العشماوي يكتب: حلفاء واشنطن تحت رحمتها.. كيف تتحكم أمريكا في أسلحتها حتى بعد بيعها؟

قبل الدخول في صلب المشكلة، يجب معرفة الحقائق التاريخية التالية لفهم السياق بشكل أفضل:

أولاً: فكرة إنشاء قناة السويس

  • بدأت فكرة إنشاء قناة السويس مع قدوم الحملة الفرنسية إلى مصر، حيث استطاع المهندس الفرنسي فرديناند ديليسبس إقناع محمد سعيد باشا بالمشروع.
  • استغرق حفر القناة 10 سنوات، من عام 1859 إلى عام 1869، وتم إنجازها بأيدٍ مصرية.
  • شارك في الحفر مليون عامل مصري، مات منهم 120 ألفًا بسبب الجوع والعطش والأوبئة.
  • للمقارنة، كان عدد سكان مصر خلال الحملة الفرنسية حوالي 4 ملايين نسمة، مما يعني أن ربع السكان شاركوا في هذا المشروع. وإذا استثنينا النساء والأطفال والشيوخ، فإن أكثر من 90% من الرجال شاركوا في الحفر.

 

أين كانت أمريكا في هذا الوقت؟

  • بينما كان المصريون ينجزون هذا المشروع الضخم، كانت أمريكا منشغلة بالاستعداد للحرب الأهلية الأمريكية، التي استمرت من عام 1861 إلى عام 1865، وأسفرت عن مقتل أكثر من 800 ألف جندي.

ثانياً: فترة الخمسينيات والعدوان الثلاثي

  • قد يقول البعض إن ترامب لم يكن يقصد فترة إنشاء قناة السويس، بل أشار إلى فترة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، حين هاجمت إنجلترا وفرنسا وإسرائيل قناة السويس في محاولة للسيطرة عليها.
  • في ذلك الوقت، لعب الاتحاد السوفييتي، بقيادة نيكيتا خروتشوف، دورًا رئيسيًا في تهديد الدول المعتدية بإرسال قوات إلى مصر ودك عواصمها بالصواريخ النووية إذا استمرت في عدوانها.
  • تجدر الإشارة إلى أن السلاح النووي في تلك الفترة كان متاحًا فقط لأمريكا (منذ 1945) والاتحاد السوفييتي (منذ 1949)، ولم تكن إنجلترا أو فرنسا أو إسرائيل تمتلكه.
  • أما أمريكا، فقد جاء ردها متأخرًا مقارنة بالاتحاد السوفييتي. اقتصر ردها على طلب الرئيس أيزنهاور من الدول المعتدية الانسحاب، ليس حرصًا على مصر، بل خوفًا من تصاعد نفوذ الاتحاد السوفييتي في المنطقة.
  • بعد الحرب العالمية الثانية، أدركت إنجلترا وفرنسا أنهما لم تعودا قوى عظمى في الشرق الأوسط، وأن الساحة باتت تحت سيطرة لاعبين جدد: أمريكا والاتحاد السوفييتي.

لماذا كتب ترامب تلك المقولة؟

 

هل ترامب جاهل بالأحداث التاريخية؟ شخصيًا، لا أعتقد ذلك. لكن كتابته لتلك المقولة قد تكون لعدة أسباب سياسية، منها:

  1. رفض مصر خطة التهجير التي اقترحها ترامب، حيث كانت مصر حجر عثرة أمام هذه الخطة.
  2. رفض مصر المشاركة العسكرية في باب المندب لضرب الحوثيين.
  3. رفض مصر خطة الإمارات وأمريكا لإرسال قوات برية للهجوم على صعدة والحديدة.
  4. التعاون العسكري المصري الصيني، مثل تدريبات “نسور الحضارة”، في وقت تخوض فيه أمريكا منافسة شرسة مع الصين.
  5. شراء مصر أسلحة حديثة، مثل مقاتلات J-10C وصواريخ HK 9-B، التي تضاهي منظومة S-400 الروسية، مما أغضب أمريكا.
  6. رفض مصر طلبات أمريكية وإسرائيلية بانسحاب الأسلحة الثقيلة من سيناء.
  7. محاولة ضرب الاقتصاد المصري، حيث أن تغريدة كهذه من ترامب قد تؤدي إلى هروب الأموال الساخنة من مصر. المستثمرون قد يترددون في الاستثمار بدولة يزعم ترامب أنها في نزاع مع أمريكا.

يبدو أن تصريحات ترامب ليست مجرد خطأ تاريخي، بل محاولة للضغط على مصر سياسيًا واقتصاديًا لتحقيق أهداف أمريكية. ولكن مصر، بتاريخها العريق ومواقفها الثابتة، تظل قادرة على التصدي لمثل هذه الضغوط.

مقالات ذات صلة

الاكثر قراءة