في كل أزمة كبيرة، سواء كانت حرب أو انهيار اقتصادي، بنشوف حالة من الذعر في الأسواق، الناس بتبيع، الأسعار بتنهار، الكل بيفكر في “إزاي أنقذ اللي باقي من فلوسي؟”، لكن الحقيقة إن في وسط الفوضى دي، في ناس مش بتخاف، بل بالعكس، بيشوفوا في كل أزمة فرصة.
ومن أشهر اللي عبر عن الطريقة دي في التفكير، رجل الأعمال الأمريكي المعروف وارن بافيت، اللي قال: “كن جشعًا عندما يخاف الآخرون، وكن خائفًا عندما يكون الآخرون جشعين.”
الجملة دي بتشرح ببساطة إزاي كبار المستثمرين بيفكروا، لما السوق كله بيقع، الأسهم بتنخفض، والناس بتخسر، هم بيشتروا، بيشوفوا الأسعار وهي في القاع وبيقتنصوها، وعارفين كويس إن بعد العاصفة، السوق هيرجع تاني، وأرباحهم هتتضاعف.
لما الحرب بتبدأ أو الاقتصاد العالمي بيدخل في أزمة، طبيعي نلاقي العملات بتضعف، أسعار الأسهم بتنزل، والاستثمارات بتتبخر، بس ده مش معناه إن الكل بيخسر.
اللي عنده خبرة وعين على السوق، بيبدأ يتحرك في الوقت ده، بيشتري أسهم رخيصة في قطاعات مهمة زي الطاقة، التكنولوجيا، البنية التحتية، بيحول جزء من فلوسه لدهب، أو حتى فضة، وبيبدل عملته المحلية بعملات قوية زي الدولار أو اليورو.
هم مش بيغامروا بعشوائية، لكن بيفكروا على المدى الطويل، وبيجهزوا نفسهم لمكسب كبير لما السوق يبدأ يتعافى.
في الاقتصاد، في حاجة اسمها نظرية الدورات الاقتصادية، واللي شرحها الاقتصادي الروسي نيكولاي كوندراتيف، النظرية دي بتقول إن الاقتصاد بيعدي على مراحل متكررة من الصعود والهبوط، يعني بعد كل ركود أو انهيار، بييجي انتعاش جديد، ممكن يبقى أقوى من اللي قبله.
واللي يفهم ده، يقدر يشوف الأزمة بشكل مختلف، بدل ما يشوفها “نهاية”، يشوفها “بداية جديدة”.
ولازم نعرف كمان إن كتير من أكبر الشركات اللي في العالم النهارده بدأت وهي وسط أزمة، زي شركات IBM وHP اللي ظهرت وقت الكساد الاقتصادي، وقدرت تنجح لأنها فهمت السوق كويس وقدمت حلول مناسبة.
الذهب دايمًا معروف إنه الملاذ الآمن، في وقت الأزمات، لما الجنيه بيتراجع والأسعار بتطير، الناس بتروح للدهب، لأنه بيحافظ على قيمته، وفي أغلب الأحيان، بيزيد.
والسنة اللي فاتت، الدهب ارتفع عالميًا بنسبة تقرب من 28%، وده رقم ضخم بالنسبة للي شايفه أصل ثابت.
أما الفضة، فهي المفاجأة اللي ناس كتير مش واخدة بالها منها. خلال 2024، الفضة ارتفعت عالميًا بـ32.4%، وسجلت أعلى سعر ليها من سنة 2013.
طيب ومحدودي الدخل يعملوا إيه؟ هل في فرصة ليهم؟
السؤال اللي بيهم ناس كتير هو: طب اللي معاهوش فلوس كتير يعمل إيه؟
الحقيقة إن الفرص مش حكر على الأغنياء، بس محتاجة شوية تفكير وذكاء، حتى لو رأس المال بسيط، فيه حلول ممكن تبدأ بيها تحافظ بيها على فلوسك، أو حتى تزودها على المدى الطويل:
اشتري دهب أو فضة بأوزان صغيرة مش لازم سبيكة كاملة، ممكن تبدأ بربع جرام أو حتى أقل، أو تشتري فضة بأسعار معقولة.
استثمر في نفسك تعلم مهارة جديدة، زي البرمجة، التصميم، أو التسويق الرقمي. في مهارات كتير ممكن تبدأ فيها ببلاش على الإنترنت، وممكن تبقى مصدر دخل دائم.
المهم إنك ما تسيبش فلوسك تتآكل في البنك أو تحت البلاطة، خصوصًا في وقت الأسعار بتتغير فيه بسرعة.
في النهاية، لازم نقول إن الأزمات مش دايمًا عادلة، لكن دايمًا بتكشف مين اللي فاهم، ومين اللي بيتحرك صح.
اللي بيخاف وبيبيع كل حاجة، ممكن يخسر كل حاجة، واللي بيفكر وبيحسبها صح، ممكن يكسب أكتر مما يتخيل.
وما بين اللي بيبيع تحت الضغط، واللي بيشتري وهو هادي، بيتنقل المال من يد للتانية، وعلشان كده وارن بافيت قال:”أفضل استثمار ممكن تعمله هو الاستثمار في نفسك.”
إنفينيتي الاقتصادية
ويمكنك متابعة موقع “إنفينيتي الاقتصادية” عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على أحدث التحديثات اليومية لأسعار العملات الأجنبية والعملات العربية مقابل الجنيه، بالإضافة إلى أسعار الذهب في مصر.
ويقدم موقع “إنفينيتي الاقتصادية” مجموعة واسعة من الخدمات تشمل: “أخبار اقتصادية، أخبار محلية، أخبار الشركات المصرية، تحليلات السوق المصرية، الأحداث الاقتصادية المهمة في مصر، أخبار اقتصادية من الدول العربية، تحليلات اقتصادية إقليمية، الأحداث الاقتصادية المهمة في العالم العربي”.
كما يقدم موقع “إنفينيتي الاقتصادية” الأحداث الاقتصادية المهمة على مستوى العالم، بالإضافة إلي خدمات توعوية، مقالات تحليلية، دراسات اقتصادية، إنفوجرافيك، فيديوهات، تحليلات أسواق المال، نصائح استثمارية، أدوات مالية”.