على مر التاريخ، لعبت النساء الأفريقيات دورًا محوريًا وغالبًا ما كان غير مرئي في مختلف القطاعات، بما في ذلك التأمين وإعادة التأمين. لطالما اعتُبر قطاع التأمين مجالًا تساهم فيه السيدات مساهمات متواضعة، لا سيما في المناصب القيادية. لكن الوضع بدأ يتغير.

تتقدم النساء الأفريقيات اليوم إلى أدوار قيادية، حيث يقدمن الابتكار والمرونة ووجهات نظر جديدة تُسهم في تطور الصناعة. في هذا المقال، سنستعرض الرحلة التاريخية، المساهمات الحالية، والمستقبل المشرق للنساء الأفريقيات في التأمين وإعادة التأمين، مع التركيز على كيفية تجاوزهن مناطق الراحة لقيادة الابتكار والتغيير.

الدور التاريخي: الأسس الصامتة

لطالما كان دور النساء في التأمين الأفريقي متجذرًا في الهياكل غير الرسمية، حيث لعبن أدوارًا أساسية في أنظمة تقاسم المخاطر المجتمعية مثل “التونتين” والنوادي التعاونية، التي كانت بمثابة نظم تأمين شعبية. من خلال هذه الشبكات، استطاعت النساء تقديم الدعم المالي لبعضهن البعض في أوقات الأزمات، قبل ظهور المؤسسات التأمينية الرسمية.

بدأت مساهمات النساء الأفريقيات في التأمين الرسمي بالظهور في النصف الثاني من القرن العشرين. رغم أنهن كن في الغالب في أدوار إدارية أو مبتدئة، فقد أثبتن قدرات استثنائية في خدمة العملاء وإدارة المخاطر ومعالجة المطالبات، مما مهد الطريق أمامهن للتقدم في المستقبل.

القيادة والابتكار والتنوع

اليوم، تتصاعد النساء الأفريقيات إلى مناصب قيادية في صناعة التأمين وإعادة التأمين عبر القارة. تأثر هذا الصعود بالوعي المتزايد بالمساواة بين الجنسين، ومبادرات تمكين المرأة، والاعتراف العالمي بأهمية التنوع في الأعمال.

الابتكار في منتجات التأمين

تقود النساء تطوير منتجات تأمينية شاملة تستهدف الفئات غير الممثلة بشكل كافٍ، مثل النساء رائدات الأعمال، المجتمعات الريفية، والعاملين في الاقتصاد غير الرسمي. من خلال التركيز على الشمولية، تبني النساء الأفريقيات شبكات أمان اجتماعي للأجيال القادمة، وليس فقط فرصًا تجارية.

التحول الرقمي والتكنولوجيا

تقود النساء الأفريقيات الثورة الرقمية في التأمين وإعادة التأمين، حيث يعملن على تبسيط العمليات وتحسين تجربة العملاء وتعزيز إدارة المطالبات من خلال التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي.

دور إعادة التأمين

في مجال إعادة التأمين، تساهم النساء الأفريقيات بشكل كبير في تقييم المخاطر وإدارتها. ومع تزايد الكوارث المتعلقة بتغير المناخ، أصبحن محور النقاشات حول أدوات مثل السندات المناخية وحلول التأمين البارومترية لتخفيف آثار الكوارث على المجتمعات الهشة.

كسر القيود: جيل جديد من القياديات

تتجاوز النساء الأفريقيات اليوم الأدوار التقليدية التي ورثنها، ويتحدين الوضع الراهن ويسعين لصناعة أكثر شمولاً وعدالة. لا يقتصر الأمر على تحقيق مناصب قيادية، بل يشمل أيضًا إعادة تشكيل بيئة الأعمال وتبني مبادرات التنوع والشمولية.

التوجيه والتمكين

يعد التوجيه من أقوى الأدوات لتطوير الجيل القادم من القياديات الأفريقيات. تتولى العديد من النساء الكبيرات في الصناعة مسؤولية توجيه الشابات، ومشاركتهن الخبرات والشبكات، بهدف تمكينهن من النجاح في هذا المجال التنافسي.

المستقبل: رؤية للشمولية والابتكار

المستقبل مشرق للنساء الأفريقيات في التأمين وإعادة التأمين، حيث سيلعبن دورًا حيويًا في تعزيز الحماية وتوسيع الشمول المالي لتغطية الفئات الأكثر هشاشة. سيشكل الابتكار الرقمي والشمول المالي عناصر حاسمة، حيث ستقود النساء تطوير المنتجات التي تلبي احتياجات الشرائح ذات الدخل المنخفض.

تمكين مستقبل التأمين

النساء الأفريقيات في التأمين وإعادة التأمين يثبتن أنهن قادرات على القيادة وإحداث التغيير بفضل الفرص والذهنية الصحيحة. من خلال احتضان الابتكار وتحدي الوضع الراهن، يرسمن مستقبلًا لصناعة تأمينية شاملة ومستدامة ومتاحة للجميع، هذه الرحلة قد بدأت للتو، والمستقبل يحمل وعودًا هائلة للنساء في جميع أنحاء القارة لترك بصمتهن على الساحة العالمية.

د.أمانى الماحى

رئيس قطاع – مصر للتأمين

خبيرة إعادة التأمين

محكم دولى- مستشار العلاقات الدبلوماسية

الرئيس التنفيذى بمصر للمنظمة الافريقية لسيدات التأمين

AIWA   المنبثقة من المنظمة الأفريقية للتأمين AIO