يترقب السوق المحلي قرار لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري خلال اجتماعها المقبل في يوليو، وسط مؤشرات ترجح التثبيت المؤقت لأسعار الفائدة، بعد تراجع وتيرة خفضها في الاجتماعين الماضيين، وذلك في ظل تصاعد الضغوط التضخمية وتقلبات الأسواق العالمية.
وتأتي التقديرات بعد هدوء نسبي في التوترات الإقليمية بالشرق الأوسط، وعلى رأسها توقف التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، إلا أن محللين أكدوا أن هذا التهدئة ليست كافية وحدها لتحفيز المركزي نحو استئناف سياسة التيسير النقدي في التوقيت الحالي.
التضخم
الدكتور كريم الصاوي، رئيس وحدة الأبحاث الاقتصادية في شركة “أدفانس كابيتال”، قال لـ”إنفينيتي الاقتصادية”، إن تراجع الجنيه وارتفاع أسعار النفط خلال الأسابيع الأخيرة رفع من احتمالات تثبيت الفائدة، خاصة مع استمرار مستويات التضخم في الارتفاع، مضيفًا:
“حتى بعد انتهاء التصعيد الإقليمي، لا تزال هناك مؤشرات ضغط داخلي، أبرزها الزيادة الأخيرة في أسعار الغاز الطبيعي للمنازل، والتي من المتوقع أن تنعكس على أرقام التضخم في شهر يوليو”.
وقد قفز معدل التضخم العام في المدن المصرية إلى 16.8% في مايو مقارنة بـ13.9% في أبريل، في حين ارتفع التضخم الأساسي المُعدل من قبل البنك المركزي إلى 13.1%، وهو ما يمثل تحديًا أمام استكمال دورة التيسير النقدي.
تباين في عوائد أدوات الدين
على جانب أدوات الدين، ورغم خفض الفائدة بنحو 3.25% خلال الاجتماعين الماضيين، فإن العائد على أذون الخزانة لم يعكس هذا التراجع بنفس القوة. فقد ارتفع متوسط العائد على أذون أجل 182 يومًا إلى 27.57%، كما صعد عائد أذون 273 يومًا إلى 26.90%، مما يشير إلى تمسك المستثمرين بعوائد مرتفعة تحوطًا من مخاطر السوق.
نهى الحسيني، مدير إدارة الاستثمار بشركة “ميريت لإدارة الأصول”، أوضحت أن هذه المؤشرات تعكس شكوك الأسواق بشأن استقرار الاقتصاد الكلي على المدى القصير، قائلة: “ارتفاع تكلفة الاقتراض على أدوات الدين الحكومية هو رسالة ضمنية من السوق بأن التيسير النقدي قد تم التسرع فيه”.
حالة ترقب.. لا تفاؤل مفرط
أما رامي فوزي، خبير سياسات النقد في مؤسسة “فاينانس بلس”، فأكد أن التوقع الأقرب هو تثبيت أسعار الفائدة عند المستويات الحالية (24% للإيداع و25% للإقراض)، خاصة بعد تأثر بعض القطاعات الصناعية بسبب نقص إمدادات الطاقة وتزايد تكلفة الشحن العالمي.
وأضاف: “البيئة الخارجية ما زالت غير مستقرة، ومع تثبيت الفيدرالي الأمريكي للفائدة، فالأرجح أن تتخذ مصر نهجًا حذرًا، بما يحافظ على جاذبية الجنيه أمام الاستثمارات الأجنبية”.
جذب الأموال الساخنة
وقالت داليا فرغلي، مديرة البحوث الاقتصادية بشركة “دلتا انفست”، إن حالة الغموض العالمي تؤثر على معنويات المستثمرين في الأسواق الناشئة، وهو ما يبرر حرص البنك المركزي على الإبقاء على معدلات فائدة مرتفعة نسبيًا للحفاظ على تدفق الاستثمارات قصيرة الأجل.
وترى أن تثبيت الفائدة في هذا التوقيت قد يكون ضروريًا لتقليل الضغط على الجنيه، خاصة أن التوقعات تشير إلى استمرار الضغوط على الموازنة نتيجة ارتفاع تكلفة استيراد الغاز وتذبذب الأسواق العالمية للطاقة.
إنفينيتي الاقتصادية
ويمكنك متابعة موقع “إنفينيتي الاقتصادية” عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على أحدث التحديثات اليومية لأسعار العملات الأجنبية والعملات العربية مقابل الجنيه، بالإضافة إلى أسعار الذهب في مصر.
ويقدم موقع “إنفينيتي الاقتصادية” مجموعة واسعة من الخدمات تشمل: “أخبار اقتصادية، أخبار محلية، أخبار الشركات المصرية، تحليلات السوق المصرية، الأحداث الاقتصادية المهمة في مصر، أخبار اقتصادية من الدول العربية، تحليلات اقتصادية إقليمية، الأحداث الاقتصادية المهمة في العالم العربي”.
كما يقدم موقع “إنفينيتي الاقتصادية” الأحداث الاقتصادية المهمة على مستوى العالم، بالإضافة إلي خدمات توعوية، مقالات تحليلية، دراسات اقتصادية، إنفوجرافيك، فيديوهات، تحليلات أسواق المال، نصائح استثمارية، أدوات مالية”.