تجاوز “موسم الرياض” في نسخته الخامسة كل التوقعات، مستقطبًا أكثر من 19 مليون زائر حتى نهاية يناير 2025، مع ترجيحات بأن يصل العدد إلى 21 مليونًا قبل إسدال الستار مع حلول شهر رمضان. يعكس هذا الزخم نجاح الموسم في ترسيخ الترفيه كعنصر حيوي في استراتيجية المملكة لتنويع الاقتصاد، بما يتماشى مع “رؤية السعودية 2030”.
نمو غير مسبوق في الإنفاق والاستهلاك
شهد الموسم قفزات نوعية في الإنفاق الاستهلاكي؛ حيث ارتفعت مبيعات الفنادق بنسبة 19% لتصل إلى 4.3 مليار ريال خلال الربع الرابع من 2024، بينما قفزت مبيعات المطاعم والمقاهي في مناطق الفعاليات بنسبة 60%، مسجلة 25 مليار ريال.
توسع الموسم ليشمل 14 منطقة ترفيهية على مساحة 7.2 مليون متر مربع، مع استضافة 11 حدثًا عالميًا، مما عزز فرص السياحة الداخلية والخارجية، وجذب الزوار من الخليج، آسيا، أوروبا، وأمريكا الشمالية.
الرياضة والسياحة في قلب الفعاليات
احتضن الموسم فعاليات رياضية عالمية، مثل بطولة العالم للملاكمة، ومباراة السوبر الإفريقي، إلى جانب كأس العالم للرياضات الإلكترونية. هذه الأنشطة لم تكتفِ بجذب الجماهير، بل أسهمت في ترسيخ الرياض كوجهة عالمية للرياضة والترفيه.
الفنادق شهدت نسب إشغال قياسية، تجاوزت 97% في الفئات الفاخرة، وفقًا لتقارير شركات الأبحاث، مما حفز المستثمرين على التوسع في مشاريع الضيافة.
استدامة الموسم وتطوير البنية التحتية
لضمان استمرارية النجاح، تحتاج الرياض إلى زيادة عدد الغرف الفندقية، وتوسيع شبكة النقل العام، وتنويع الفعاليات لتشمل السياحة البيئية والصحية، إلى جانب ابتكار تجارب جديدة تُحافظ على تفاعل الجمهور، محليًا ودوليًا.
مع تقديرات بوصول الإنفاق الاستهلاكي على الترفيه إلى 36 مليار دولار، يبدو أن “موسم الرياض” لا يمثل فقط محطة للترفيه، بل أيضًا ركيزة أساسية لدعم النمو الاقتصادي المستدام في المملكة.