حذرت الصين، اليوم الجمعة، الاتحاد الأوروبي من أن تصاعد التوترات التجارية بشأن واردات السيارات الكهربائية قد يؤدي إلى حرب تجارية، وذلك في الوقت الذي يزور فيه وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، العاصمة الصينية لمناقشة الرسوم الجمركية المقترحة من الاتحاد الأوروبي.
وتعتبر ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، من بين الدول الأكثر تأثرًا بقرار الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية عالية على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين.
وتخشى ألمانيا من أن تُقدم الصين على اتخاذ إجراءات مضادة تضر بشركاتها، خاصة وأن قطاع صناعة السيارات الألماني يعتمد بشكل كبير على الصادرات إلى الصين.
وتسعى زيارة هابيك إلى بكين إلى تهدئة التوترات وإيجاد حل وسط بشأن الرسوم الجمركية.
وقد صرح متحدث باسم وزارة التجارة الصينية بأن “المسؤولية تقع بالكامل على عاتق الاتحاد الأوروبي” في تصاعد التوترات التجارية، متهمًا الاتحاد الأوروبي بـ “ترهيب وإكراه” الشركات الصينية.
من ناحية أخرى، ترى بعض وسائل الإعلام الرسمية الصينية أن زيارة هابيك يمكن أن تكون فرصة “لنزع فتيل التوترات”.
وتسعى ألمانيا أيضًا إلى توسيع نطاق وصول شركاتها إلى السوق الصينية الواسعة، بينما تحاول في نفس الوقت تقليل اعتمادها الاقتصادي على الصين.
وتشير البيانات إلى أن قيمة صادرات الاتحاد الأوروبي من السيارات إلى الصين بلغت 19.4 مليار يورو (20.8 مليار دولار) في عام 2023، بينما اشترى التكتل سيارات كهربائية من الصين بقيمة 9.7 مليار يورو.
وتأتي زيارة هابيك في الوقت الذي انخفضت فيه الصادرات الألمانية إلى الصين بنسبة 14% في مايو 2024 مقارنة بالعام الماضي، بينما ارتفعت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 4.1%.
وتُظهر هذه الأرقام أن ألمانيا بحاجة إلى تنويع اقتصادها وتقليل اعتماده على أي دولة واحدة، خاصة في ظل التوترات التجارية المتزايدة مع الصين.
وتعتبر زيارة هابيك إلى بكين خطوة مهمة في محاولة ألمانيا لتحقيق التوازن بين مصالحها الاقتصادية والأمنية في عالم يتسم بتنافس متزايد بين القوى العظمى.