في نوفمبر 2024، تستضيف باكو، عاصمة أذربيجان، مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP 29، وهو الحدث الذي يعد من أبرز المحافل الدولية لمناقشة التحديات المناخية العالمية.
يُعتبر هذا المؤتمر فرصة فريدة لتعزيز التزامات الدول باتخاذ خطوات جادة نحو مكافحة تغير المناخ، والعمل على تعزيز التعاون الدولي من أجل مواجهة الأضرار البيئية المتزايدة.
تأتي أذربيجان كمضيف للمؤتمر في وقت بالغ الأهمية، خاصة وأنها تقع في منطقة تشهد تغيرات مناخية كبيرة تؤثر على البيئة والاقتصاد بشكل ملموس، مما يجعلها منصة مثالية لمناقشة قضايا التأمين وحماية الدول الأكثر تأثرًا.
أذربيجان: مكان ملائم لاستضافة مؤتمر COP 29
تتمتع أذربيجان بموقع استراتيجي بين أوروبا وآسيا، مما يجعلها نقطة التقاء هامة للعديد من الثقافات والسياسات البيئية.
كما أن أذربيجان تواجه تحديات مناخية فريدة، بما في ذلك ظواهر الطقس المتطرفة مثل الجفاف والفيضانات، مما يبرز الحاجة الماسة إلى حلول فعالة للتكيف مع هذه التغيرات. استضافة المؤتمر في باكو يتيح للعديد من الدول المعنية مناقشة الآثار السلبية للتغيرات المناخية، وتطوير استراتيجيات أكثر فاعلية لمكافحة التهديدات البيئية العالمية.
التأمين وإعادة التأمين في مواجهة التغيرات المناخية: الحلول والاستراتيجيات المستدامة
من المتوقع أن تكون قضايا التغير المناخي في قلب المناقشات خلال COP 29، خصوصًا فيما يتعلق بتأثيرها على الدول الأكثر عرضة للخطر، والتي تشمل الدول الجزرية الصغيرة، مثل جزر المالديف وتوفالو، إضافة إلى الدول النامية التي تقع على خط المواجهة في مواجهة الفيضانات، الأعاصير، والجفاف. هذه الدول بحاجة ماسة إلى حلول تأمينية تمكنها من التكيف مع الأضرار المالية الناتجة عن هذه المخاطر البيئية المتزايدة.
دور التأمين في حماية الدول المتضررة
قطاع التأمين يعد أحد الأدوات الأساسية لمواجهة تحديات التغير المناخي. تتزايد الحاجة إلى منتجات تأمينية مبتكرة مثل التأمين على الكوارث الطبيعية والتأمين السيادي، وهي حلول تساعد الحكومات والشركات والأفراد في التأقلم مع الآثار المالية الناجمة عن الكوارث. على سبيل المثال، تأمين الطقس المصغر (Micro-insurance) الذي يستهدف المجتمعات الأكثر فقراً في المناطق المعرضة للكوارث.
إعادة التأمين: استراتيجيات مواجهة المخاطر المتزايدة
تعمل شركات إعادة التأمين الدولية مثل Munich Re وSwiss Re على تطوير حلول متقدمة لمواجهة المخاطر الناتجة عن التغير المناخي. تقوم هذه الشركات بتحليل البيانات البيئية، وتقديم نماذج لتسعير المخاطر المستقبلية، وتوفير حلول التأمين واسعة النطاق لحماية الاقتصادات من آثار الكوارث المناخية. بالإضافة إلى ذلك، تواصل شركات إعادة التأمين العمل على دمج استراتيجيات الاستدامة وتقليل تعرضها للمخاطر التي تزيد من الانبعاثات الكربونية.
التأمين السيادي وصناديق الدعم: خطوة نحو الاستدامة
أحد الحلول الفعالة التي تقدمها الدول لمواجهة التغيرات المناخية هو التأمين السيادي، حيث يتم استخدام صناديق التأمين الحكومية لدعم الدول بعد الكوارث. تهدف هذه الصناديق إلى توفير موارد مالية سريعة يمكن استخدامها لإعادة بناء البنية التحتية المدمرة وتعويض المتضررين. كما يعمل قطاع التأمين على تطوير برامج تعاون مع الحكومات لتأمين استدامة هذه الصناديق وتوسيع نطاق تغطيتها لتشمل جميع القطاعات المتضررة.
التوجه نحو استثمارات مستدامة: دور التأمين في التحول الأخضر
مع التزايد الكبير في أهمية مكافحة تغير المناخ، تبنت شركات التأمين استراتيجيات استثمارية جديدة تركز على مشاريع الطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات الكربونية. هذه الاستثمارات تسهم في الحد من المخاطر المناخية وتدعم تحول الاقتصاد العالمي إلى نموذج أكثر استدامة. من خلال هذه الاستراتيجيات، يلعب قطاع التأمين دورًا محوريًا في تشجيع التحول الأخضر، وضمان توافق العمليات التأمينية مع أهداف التنمية المستدامة العالمية.
أهمية COP 29 في تعزيز التزام قطاع التأمين بالمناخ
مع انعقاد COP 29 في باكو، يتم فتح المجال أمام قادة قطاع التأمين لإعادة تقييم دورهم في مواجهة التغير المناخي. إن المؤتمر يعد فرصة هامة لتعزيز التعاون بين الحكومات والشركات لتطوير حلول تأمينية تتماشى مع التحديات البيئية. وفي الوقت نفسه، يشجع على تبني سياسات مالية تدعم تمويل المشاريع المناخية، وبالتالي دعم الدول المتضررة في تأهيل نفسها لمواجهة التحديات المستقبلية.
إن استضافة أذربيجان لهذا الحدث البارز يضيف بُعدًا مهمًا لفرص التعاون الدولي في مجال التأمين وحماية البيئة.
د.أمانى الماحى
رئيس قطاع – مصر للتأمين
خبيرة إعادة التأمين
محكم دولى- مستشار العلاقات الدبلوماسية
الرئيس التنفيذى بمصر للمنظمة الافريقية لسيدات التأمينAIWA
المنبثقة من المنظمة الأفريقية للتأمين AIO