عقد المركز المصري للدراسات الاقتصادية اليوم ندوة حملت عنوان “هل مصر على الطريق الصحيح لتحقيق الاستدامة في اقتصادها الأزرق؟” بهدف مناقشة مفهوم الاقتصاد الأزرق، موقع مصر ضمن المنظومة العالمية لهذا الاقتصاد، والتحديات التي تواجه البلاد للاستفادة من مقوماتها الطبيعية.
ويأتي هذا الموضوع في سياق اهتمام عالمي متزايد لما يمثله الاقتصاد الأزرق من توازن بين تحقيق نمو اقتصادي مستدام والحفاظ على البيئة.
خلال الندوة، قدم المركز نبذة تعريفية عن الاقتصاد الأزرق، بما يشمل تعريفه، قطاعاته الرئيسية، والدوافع التي جعلته محوراً للاهتمام العالمي، حيث يرتكز هذا الإطار الاقتصادي على استغلال الموارد البحرية بطريقة تحقق التنمية المستدامة وتعزز التنوع البيئي.
وظهر مصطلح الاقتصاد الأزرق لأول مرة عام 2010 واعتمد رسمياً عام 2016، ويرتكز على ستة قطاعات أساسية: السياحة الساحلية والغطس، النقل والشحن البحري، الصيد وتربية الأحياء المائية، الصناعات الكيماوية القائمة على الموارد البحرية، ومصادر الطاقة البحرية المتجددة، ورغم أن الطاقة المتجددة حالياً تمتلك أقل حصة سوقية بين هذه القطاعات، إلا أنها تُعتبر ذات أعلى نسبة نمو متوقعة في المستقبل، مما يؤكد أن الابتكار سيكون الدافع المحرك للنمو الاقتصادي في هذا المجال.
غير أن الاقتصاد الأزرق يواجه تحديات عالمية متنوعة، مثل تغير المناخ والتلوث الناتج عن نماذج اقتصادية تقليدية لا تولي اهتمامًا كافيًا للبيئة، ومع تفاقم أزمات المناخ، ازداد الوعي العالمي بأهمية حماية الموارد البحرية، ويُقدر أن الاقتصاد الأزرق يدعم حوالي 500 مليون وظيفة عالمياً ويوفر 40% من الأمن الغذائي العالمي، إضافة إلى توليد قيمة اقتصادية بنحو 15 تريليون دولار سنوياً، مع مساهمته في خفض الانبعاثات الكربونية والمحافظة على التنوع البيولوجي البحري.
أشار العرض خلال الندوة إلى وجود أكثر من 33 دولة تعتمد مفهوم الاقتصاد الأزرق ضمن خططها التنموية المستقبلية، من بينها الصين، الهند، المغرب، وجنوب أفريقيا، وتبلغ مساهمة هذا الاقتصاد حوالي 9% من الناتج المحلي الإجمالي للصين (بقيمة 1.25 تريليون دولار عام 2019) و4.5% من الناتج المحلي لجنوب أفريقيا عام 2020. وتتشارك التجارب الدولية الناجحة عاملًا مشتركًا يتمثل في إنشاء هيئة مستقلة لتنسيق جوانب الاقتصاد الأزرق.
وناقشت الندوة الفرص التي يمكن لمصر استغلالها وأبرز التحديات التي تواجهها. أشار المهندس علي الحداد، خبير صناعة الأسماك، إلى نجاح مصر في تطوير قطاع الاستزراع السمكي وخاصة سمك البلطي.
بدأت مصر هذه التجربة منذ السبعينيات وشهد القطاع تطورًا كبيرًا منذ التسعينيات ليصل الإنتاج الحالي إلى حوالي 1.1 مليون طن سنوياً.
رغم هذا النجاح الإنتاجي، إلا أن حجم التصدير محدود حيث يبلغ في المتوسط حوالي 50 ألف طن فقط سنوياً. يعود ذلك إلى غياب صناعة متطورة لمعالجة الأسماك محلياً والاعتماد على تصدير السمك كاملاً، وهو ما يمثل نسبة ضئيلة عالميًا، وطالب الحداد بإعادة صياغة القوانين لتنظيم قطاع تصنيع الأسماك وتطوير دور هيئة سلامة الغذاء لتصبح أكثر دعماً للمصنعين بدلاً من فرض عراقيل روتينية تؤثر على تطور الصناعة.
من جانبه، ناقش المهندس محمد شيرين النجار التحديات التي تواجه قطاع النقل البحري في مصر رغم إمكانياته الكبيرة. ومن بين هذه التحديات: تضارب الرسوم والتعريفات بين الموانئ المختلفة وعدم توافق القوانين المطبقة على كافة الموانئ. دعا النجار إلى توحيد القوانين والتعريفات لتحسين كفاءة القطاع وتعزيز دوره في المنظومة الاقتصادية.
بدوره، ركز الدكتور خالد السقطي على الإمكانات غير المستغلة لمصر في مجال الاقتصاد الأزرق، مشيراً إلى أن نحو 85% من حركة التجارة العالمية تمر عبر البحار والتي تصل إلى 11.8 مليار طن من السلع والبضائع سنويا، وبفضل موقع مصر الجغرافي وتمتعها بشريط ساحلي يتجاوز 3 آلاف كيلومتر، تستطيع البلاد الاستفادة بنحو 60-70% من هذه الحركة.
كما تحدث السقطي عن فرص استثمارية جديدة مثل تطوير قطاع الكابلات البحرية الذي يمر الجزء الأكبر منه عبر المياه المصرية.
لفت السقطي أيضاً الانتباه إلى أهمية مجالات أخرى كالسياحة العلاجية والاستثمار في الأبحاث المرتب
إنفينيتي الاقتصادية
ويمكنك متابعة موقع “إنفينيتي الاقتصادية” عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على أحدث التحديثات اليومية لأسعار العملات الأجنبية والعملات العربية مقابل الجنيه، بالإضافة إلى أسعار الذهب في مصر.
ويقدم موقع “إنفينيتي الاقتصادية” مجموعة واسعة من الخدمات تشمل: “أخبار اقتصادية، أخبار محلية، أخبار الشركات المصرية، تحليلات السوق المصرية، الأحداث الاقتصادية المهمة في مصر، أخبار اقتصادية من الدول العربية، تحليلات اقتصادية إقليمية، الأحداث الاقتصادية المهمة في العالم العربي”.
كما يقدم موقع “إنفينيتي الاقتصادية” الأحداث الاقتصادية المهمة على مستوى العالم، بالإضافة إلي خدمات توعوية، مقالات تحليلية، دراسات اقتصادية، إنفوجرافيك، فيديوهات، تحليلات أسواق المال، نصائح استثمارية، أدوات مالية”.