توقع المحللون اليابانيون أن تواجه شركة “نيسان موتور” صعوبة في العثور على شريك جديد بعد انهيار مفاوضات الاندماج المخطط لها مع شركة “هوندا موتور”؛ وهو ما يشير إلى عدم وجود إلحاح من قبل الشركة المتعثرة لإعادة هيكلة عملياتها المتأثرة.
وأضاف المحللون أنه قد تكون هناك بعض الشركات الأجنبية، لا سيما الشركات الجديدة في صناعة السيارات، قد فكرت في “نيسان”؛ كشريك محتمل، لكن من الممكن أن تفقد هذه الشركات اهتمامها بعد رؤية تمسك “نيسان” باستقلالية إدارتها.
ومن المتوقع أن تواجه “هوندا” – أيضًا – تحديًا صعبًا من أجل البقاء بعد انهيار الصفقة التي كانت ستؤدي إلى إنشاء ثالث أكبر مجموعة سيارات في العالم. لكن الوضع أصعب بالنسبة لنيسان نظرًا للتقدم الضئيل الذي أحرزته في جهود إعادة هيكلة نفسها.
وقال سيجي سوجيورا، المحلل الأول في مختبر توكاي طوكيو – حسبما نقلت وكالة أنباء كيودو اليابانية اليوم الجمعة – “أتساءل ما إذا كانت إدارة نيسان قد شعرت حقًا بحجم الأزمة”. وأضاف: “قرارهم الإداري ساذج إلى حد ما”.
وكانت الأسباب وراء فشل المفاوضات تكمن في رفض نيسان اقتراحًا بأن تعمل تحت مجموعة هوندا، كما ذكرت الشركتان يوم الخميس. وبموجب الخطة الأولية، كان من المفترض أن يتم الاندماج تحت شركة قابضة.
وقال توشيهارو ميب، الرئيس التنفيذي لشركة هوندا – في مؤتمر صحفي أمس – إن المحادثات المطولة بين الشركتين كانت ستؤخر اتخاذ قرارات بشأن تفاصيل الاندماج، وأن شركته كانت تهدف إلى تسريع الأمور من خلال جعل نيسان شركة تابعة لها.
وأضاف ميب: “كنا نعتقد أن عملية تبادل الأسهم (لجعل نيسان وحدة تابعة لهوندا) هي الطريقة الوحيدة للاندماج الناجح”.
وعندما أعلنت الشركتان – في مؤتمر صحفي خلال ديسمبر – أنهما ستبدآن محادثات بشأن الاندماج، قال الرئيس التنفيذي لشركة نيسان، ماكوتو أوشيدا، إنهما سيعملان على قدم المساواة.
لكن بالنظر إلى أن هوندا، ثاني أكبر شركة سيارات في اليابان من حيث الحجم، تمتلك تقريبًا خمسة أضعاف القيمة السوقية لنيسان، ثالث أكبر شركة سيارات، فقد اعتُبرت الصفقة بشكل أساسي بمثابة إنقاذ لشركة نيسان المتعثرة، وفقًا للمحللين.
وقال جين تانج، الباحث الأول في بنك ميتسوهو: “بناءً على الأرباح المنخفضة لنيسان وقيمتها السوقية المنخفضة، كان من الصعب أن يتحقق الاندماج على قدم المساواة من الأساس”.
ويقول المحللون إن “نيسان” لا يمكنها البقاء بمفردها دون العثور على شريك جديد، ومن بين الشركات التي قد تكون مهتمة بها، ظهرت شركة “فوكسكون” التايوانية للإلكترونيات، المعروفة رسميًا باسم “هون هاي للصناعات الدقيقة”، كمرشح محتمل.
وقد تواصلت “فوكسكون” مع شركة “رينو”، التي تمتلك حصصًا في “نيسان” كشريك طويل الأمد، لكنها تخطط لتقليص حصتها في الشركة اليابانية، حسبما قال رئيس فوكسكون، يونج ليو، للصحفيين في تايوان يوم /الأربعاء/.
وقال ليو إن “فوكسكون” تبحث في التعاون مع نيسان وليس في الاستحواذ عليها.
وبدأت “نيسان” محادثاتها مع “هوندا” خوفًا من أن تكون الشركة التايوانية تخطط للاستحواذ عليها، وفقًا للمصادر.
ويقول المحللون إن إدارة “نيسان” – بقيادة الرئيس التنفيذي أوشيدا – كانت بطيئة جدًا في اتخاذ التدابير لمعالجة انخفاض مبيعاتها في الصين والولايات المتحدة، أكبر سوقين للسيارات في العالم.
وبعد الإطاحة بكارلوس غصن، الرئيس التنفيذي الكاريزمي السابق لشركة “نيسان”، أصبحت الشركة أكثر بيروقراطية، حسبما قال مصدر مطلع على إدارة الشركة.
وقال تانج من بنك ميتسوهو: “إذا لم تتمكن نيسان من وضع فخرها جانبًا وتكريس نفسها لإعادة الهيكلة، فلن تتمكن من فتح طريق لمستقبلها”.