أكد محلل أسواق المال حسام عيد، أن أداء البورصة المصرية خلال الأسبوع المنتهي شهد حالة من التباين الطبيعي بعد أن تمكن المؤشر الرئيسي إيجي إكس 30 من تحقيق قمم تاريخية ومستويات إغلاق قياسية غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن هذه الارتفاعات تبعتها عمليات جني أرباح وتصحيح معتادة عقب تحقيق مستويات قياسية.
وقال عيد في تصريحات خاصة لـ”إنفينيتي الاقتصادية”، إن الصعود القوي للمؤشر الرئيسي خلال تعاملات الأسبوع جاء بدعم من النشاط الملحوظ لمعظم الأسهم القيادية المدرجة بالمؤشر، والتي تلقت دعمًا من المؤسسات المالية المصرية والعربية عبر تنفيذ عمليات شراء مكثفة وزيادة مراكزها المالية في الأسهم القيادية، وذلك في ظل الأداء المالي الجيد لغالبية الشركات المدرجة سواء بنتائج الأعمال الربع سنوية أو السنوية.
حسام عيد: هدوء التوترات وتعافي الجنيه يدفعان البورصة لمواصلة المكاسب
وأوضح أن أغلب الشركات المدرجة في المؤشر الرئيسي أظهرت معدلات نمو وأرباح مرتفعة، وهو ما ساهم في الحفاظ على استدامة التدفقات النقدية داخل الأسهم القيادية خلال الفترة الماضية، مشيرًا إلى أن تحسن المزاج الاستثماري وارتفاع مستوى التفاؤل بهدوء الأزمات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وعودة السيطرة على الأحداث كان له مردود إيجابي على مؤشرات البورصة المصرية وخاصة مؤشر إيجي إكس 30، لافتًا إلى أن الأداء الجيد للاقتصاد المصري في الفترة الأخيرة عزز هذه الاتجاهات الإيجابية.
وأضاف أن هناك مجموعة من العوامل الاقتصادية الكلية ساهمت في دعم السوق، منها تباطؤ معدلات التضخم، وتعافي العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، وتحقيق الاقتصاد المصري لمعدل نمو يتجاوز 4.5% خلال الربع الثالث من العام الجاري، وهي عوامل دفعت المؤسسات الاستثمارية المصرية والعربية إلى فتح مراكز مالية جديدة بالقرب من مستويات الدعم الرئيسية للأسهم، ما انعكس إيجابًا على أداء المؤشر الرئيسي ودفعه نحو مواصلة الصعود وتحقيق قمم تاريخية جديدة.
وتابع محلل أسواق المال أن المؤشر الرئيسي من المتوقع أن يختبر مستوى 38 ألف نقطة خلال الفترة المقبلة، يعقبها عمليات تصحيح وجني أرباح طفيفة نتيجة اتجاه بعض المؤسسات إلى البيع وإغلاق مراكزها المالية، على أن يعاود المؤشر الارتداد مجددًا نحو الاتجاه الصاعد واستهداف مستوى 40 ألف نقطة خلال تعاملات شهر نوفمبر.
وأكد عيد أن السيناريو الأكثر ترجيحًا خلال ما تبقى من تعاملات شهر أكتوبر هو اختبار مستوى 36,400 نقطة كمنطقة دعم رئيسية، يعقبها ارتداد صاعد يستهدف من خلالها المؤشر مستوى 40 ألف نقطة خلال نوفمبر المقبل، مشيرًا إلى أن هذا الأداء يبقى مرهونًا باستمرار الأداء المالي القوي للشركات المدرجة، واستمرار التفاؤل لدى المؤسسات المالية المحلية والعربية والأجنبية، وهو ما يمثل داعمًا قويًا لاختراق مستويات المقاومة وتحقيق قمم تاريخية جديدة.
أداء البورصة خلال الأسبوع المنتهي
ارتفع المؤشر الرئيسي إيجي إكس 30 بنسبة 0.8% ليغلق عند مستوى 37,677.19 نقطة، وصعد مؤشر إيجي إكس 70 متساوي الأوزان بنسبة 2.75% ليغلق عند 11,654.08 نقطة، كما سجل مؤشر إيجي إكس 100 متساوي الأوزان نموًا بنسبة 2.61% ليغلق عند 15,364.41 نقطة.
وارتفع أيضًا مؤشر إيجي إكس 30 محدد الأوزان بنسبة 1.11% مسجلًا 46,147.45 نقطة، فيما تراجع مؤشر تميز بنسبة 0.19% ليغلق عند 15,985.82 نقطة.
أرباح البورصة
وربح رأس المال السوقي نحو 50.2 مليار جنيه خلال الأسبوع، ليغلق عند مستوى 2.692 تريليون جنيه، بزيادة 1.9%.
كما ارتفع رأس المال السوقي للمؤشر الرئيسي من 1.432 تريليون إلى 1.450 تريليون جنيه، بنسبة نمو 1.3%، بينما صعد رأس المال لمؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة من 670.2 مليار إلى 687.7 مليار جنيه بنسبة 2.6%.
وارتفع إجمالي قيمة التداول بالبورصة المصرية إلى 374 مليار جنيه، بعد تنفيذ 10.3 مليار ورقة مالية عبر 662 ألف عملية، مقارنة بـ 453.6 مليار جنيه الأسبوع الماضي، فيما استحوذت الأسهم على 8.33% من إجمالي قيمة التداول داخل المقصورة، وبلغت قيمة التداول للسندات وأذون الخزانة 91.67%.