أبقى البنك المركزي الروسي تكاليف الاقتراض عند مستوى قياسي للمرة الثانية على التوالي، لكنه ترك الباب مفتوحاً أمام احتمال تشديد السياسة النقدية في اجتماعه المقبل لمواجهة التضخم المستمر.
قرر البنك المركزي الروسي، يوم الجمعة، الإبقاء على سعر الفائدة الرئيسي عند 21%، وهو ما توقعه جميع الاقتصاديين الذين شملهم استطلاع بلومبرغ.
قال صانعو السياسات النقدية في بيان: “سيقيّم البنك الحاجة إلى رفع سعر الفائدة الرئيسي في اجتماعه المقبل، مع الأخذ في الاعتبار مدى سرعة واستدامة تباطؤ التضخم”.
وكانت محافظة البنك، إلفيرا نابيولينا، صرحت في ديسمبر بأن البنك قد يختار بين الإبقاء على الفائدة الروسية دون تغيير أو رفعها في أول اجتماع له هذا العام، مشيرةً إلى أن الاقتصاد كان بحاجة إلى تقليص حالة “الارتفاع المفرط في النشاط”، مع تجنب “التباطؤ المفرط”. لكن منذ ذلك الحين، ووفقاً لبيانات البنك المركزي، استمر تباطؤ الإقراض للشركات والأفراد.
واتخذت نابيولينا قراراً غير متوقع في ديسمبر بتشديد السياسة النقدية بشكل حاد، مشيرةً إلى التباطؤ الحاد في الإقراض. كما أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أقر بالفعل بوجود مخاوف لدى قطاع الأعمال من أن مكافحة التضخم قد تؤدي إلى عرقلة الاقتصاد، الذي يعاني من العقوبات على روسيا المفروضة بسبب غزو أوكرانيا. ورفع البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 5 نقاط مئوية العام الماضي. ومن المقرر أن تعقد نابيولينا مؤتمراً صحفياً في الساعة 3 مساءً بتوقيت موسكو.
تفاقم التضخم في روسيا
وصل معدل التضخم السنوي في روسيا إلى 9.52% في ديسمبر، أي أكثر من ضعف مستهدف البنك المركزي، حيث أدت ندرة الأيدي العاملة إلى ارتفاع الأجور، بينما لم يتمكن الإنتاج من مواكبة الطلب المتزايد. ومن المتوقع أن تُظهر البيانات الصادرة يوم الجمعة عن شهر يناير تسارع التضخم إلى 9.9%.
وقال محللو البنك المركزي الروسي، في 4 فبراير، إنهم لم يروا حتى الآن أي دلائل على تباطؤ مستدام في نمو الأسعار، مشددين على أهمية تشديد الظروف النقدية، وكذلك الالتزام بقانون الموازنة لعام 2025 للعودة إلى معدلات تضخم منخفضة.
ورغم أن الناتج المحلي الإجمالي ارتفع 4.1% في عام 2024، فإن الاقتصاديين الذين شملهم استطلاع بلومبرغ يتوقعون تباطؤ النمو إلى 1.5% خلال عام 2025.
بوتين وترمب ورفع العقوبات
في غضون ذلك، اتفق الرئيس بوتين مع نظيره الأميركي دونالد ترمب، خلال مكالمة هاتفية، على إجراء محادثات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ما أدى إلى تعزيز الروبل أمام الدولار في السوق الموازية.
وقال إسكندر لوتسكو، رئيس إدارة المحافظ الاستثمارية في شركة “إيستار كابيتال”: “الزيادة في احتمالات رفع العقوبات تشكل عاملاً إيجابياً للتضخم”.
ومع ذلك، لا يزال الإنفاق الحكومي في ارتفاع، حيث تجاوز عجز الموازنة في يناير مستهدف العام بأكمله. ويُحتمل أن يؤدي الإنفاق الحكومي الضخم على الاقتصاد إلى تعويض التأثير الانكماشي الناجم عن تباطؤ الإقراض.
ويرى محللو “ألفا بنك” (Alfa-Bank) أن هناك “مخاطر جدية” بشأن إعادة مراجعة الإنفاق السنوي للحكومة بالزيادة خلال هذا العام.
إنفينيتي الاقتصادية
ويمكنك متابعة موقع “إنفينيتي الاقتصادية” عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على أحدث التحديثات اليومية لأسعار العملات الأجنبية والعملات العربية مقابل الجنيه، بالإضافة إلى أسعار الذهب في مصر.
ويقدم موقع “إنفينيتي الاقتصادية” مجموعة واسعة من الخدمات تشمل: “أخبار اقتصادية، أخبار محلية، أخبار الشركات المصرية، تحليلات السوق المصرية، الأحداث الاقتصادية المهمة في مصر، أخبار اقتصادية من الدول العربية، تحليلات اقتصادية إقليمية، الأحداث الاقتصادية المهمة في العالم العربي”.
كما يقدم موقع “إنفينيتي الاقتصادية” الأحداث الاقتصادية المهمة على مستوى العالم، بالإضافة إلي خدمات توعوية، مقالات تحليلية، دراسات اقتصادية، إنفوجرافيك، فيديوهات، تحليلات أسواق المال، نصائح استثمارية، أدوات مالية”.