يا اهلًا بالخميس.. يبدو أن كل شئ تغير حتي يوم الخميس الذي يرتبط في أذهان المصريين بأوقات جميلة وفرصة للاستمتاع بلحظات لطيفة وكسر الروتين والخروج والسهر، وناخد نفس من تعب الأسبوع.
لكن يبدو أن كل شيء تغير! حتي الخميس! اللي كان مليان لحظات جميلة، بقى مرتبط برفع الأسعار، والحكومة قررت تحوله من يوم الراحة ليوم القلق، وكأنه قرار لتحديد النسل وتعكير صفو المصريين.
مش غريب إني أطالب بتغيير يوم رفع الأسعار ليوم تاني غير الخميس: “يعني يا حكومة، مش موت وخراب ديار”! المهم، الحكومة الغالية على قلوب المصريين، بارك الله فيها وادام حبها، أعلنت بكل حب عن رفع أسعار المواد البترولية. ومع كل إعلان جديد، المصريين بقوا خلاص مش بيتفاجئوا ولا بيغضبوا، حتى الفرح أو الغضب بقى مش موجود. الدعاء بقى هو رد الفعل الوحيد على كل قرارات الحكومة.
القرار ده بيفتح باب كبير من التساؤلات، خاصة عن تأثيره على المواطن البسيط اللي دخله محدود أو متوسط. الموضوع مش مجرد زيادة في سعر البنزين أو السولار، ده بيتغلغل في كل حاجة في حياتنا اليومية، من المواصلات لأسعار السلع الغذائية، القرار ده بيسبب موجة من الارتفاعات اللي بتأثر على الأسرة المصرية بشكل كبير.
أسعار السلع بترتفع لأن الشركات بتعوض الزيادة في تكلفة النقل والتشغيل، والأسعار دي بتضغط على ميزانية العائلات، خاصة لما يتعلق الأمر بالمواد الغذائية اللي بتأثر على الميزانية الشهرية، والمواصلات مش هتفلت من الزيادة. تكلفة الوقود هتزود أسعار الأجرة، وده هيخلي المواطن يعاني أكتر في تلبية احتياجاته اليومية، الناتج؟ مستوى المعيشة بينخفض والتضخم بيزيد. كل حاجة بتبقى أغلى، وفي النهاية المواطن هو اللي بيدفع التمن.
اقرأ أيضًا.. ما بين الواقع والمأمول.. من مقولة محمود محي الدين إلى نجاح علاء نصر الدين “قصة رجل فكر خارج الصندوق”
ضريبة الثروة.. بدل ما نحمل المواطن البسيط كل الأعباء دي، ليه الحكومة ما تفكرش في فرض ضريبة على الأثرياء؟ إحنا في مصر عندنا حوالي 16 ألف مليونير، كل واحد فيهم ثروته بتعدي الـ100 مليون دولار، لو فرضنا عليهم ضريبة 2% زي إسبانيا، نقدر نجمع حوالي 30 مليار دولار! المبلغ ده ممكن يروح لدعم الناس الأكثر احتياجًا، ويساعدهم في مواجهة الأزمة.
إلغاء دعم بنزين 95.. فيه كمان نقطة مهمة، وهي بنزين 95 اللي بيستخدمه أصحاب العربيات الفخمة. ليه الدولة لسه بتدعم النوع ده؟ مش المفروض إن اللي يقدر يشتري عربية فخمة يقدر يدفع تمن البنزين بتاعها؟ إلغاء دعم بنزين 95 هيكون خطوة عادلة، والفلوس اللي هنوفرها ممكن تروح لفئات أكتر احتياجًا.
الحكومة لازم تدرك إن تحميل المواطن أعباء إضافية مش حل مستدام. الضغط النفسي والاقتصادي اللي بيتعرض له المواطن يوميًا بسبب زيادة الأسعار بيهدد السلم الاجتماعي، ووفقًا لنظرية “التأثير المتراكم”، كل زيادة في التكاليف بتزود الضغط على الناس، وده في الآخر بيوصل لنقطة الانفجار.
لازم الدولة تدور على حلول تانية قبل ما تفرض أعباء جديدة على المواطن. في النهاية، استقرار الاقتصاد والاجتماع مش هييجي غير لما المواطن يحس إنه مش لوحده في مواجهة التحديات.
الكاتب الصحفي محمد عبدالرحمن يكتب سلسلة مقالات على موقع “إنفينيتي الاقتصادية” بعنوان “ما بين الواقع والمأمول”، يتناول خلالها الأحداث العامة والاقتصادية بشكل شامل وتحليلي.
قد يعجبك.. ما بين الواقع والمأمول.. هل يقودنا التضليل الإعلامي إلى المزيد من الأزمات الاقتصادية؟